الدولار الزراعي (agri-dollar) بدلا من البترودولار؟

13/02/2013 1
سلطان مهنا المهنا

الدولار الزراعى agri-dollar يعنى بشكل عام احلال المنتجات الزراعية و الغذائية محل النفط او البترودولار وهذا مفهوم يصعب تقبلة او الاجابة علية الوقت الحالى لكن المؤكد هو ان النظام النقدى العالمى الان يعانى من حالة عدم استقرار قد تؤدى بة الى الانهيار.

 وتبدوا حالة عدم الاستقرار فى تحرك العديد من الدول مثل المانيا,سويسر, هولاندا والصين ممثلة فى البنوك المركزية باستعادة او تملك المزيد من الذهب وتخزينة لديها على غير العادة وهذا مؤشر غير مطمئن لمستقبل السياسات النقدية واسعار الصرف فى العالم بعد 70 سنة من الاتفاقيات والمعاهدات ربما تكون قد وصلت الى نهاية المطاف.

بدا من اتفاقية بريتون وود في نيوهامشير بالولايات المتحدة عام 1944م التى كانت تنص على تثبيت سعر صرف الذهب على 35 دولارا للأونصة, لكن بعد تزايد المطالبة باستبدال الدولار بالذهب بسبب انفاق الحكومة الامريكية على حرب فيتنام ألغى الرئيس نيكسون في 15 أغسطس 1971 نهائيا ارتباط الذهب بالدولار.

فى شهر ديسمبر اى بعد مرور اربعة اشهر على الغاء الرئيس نيكسون اتفاقية بريتون وود دخلت الولايات المتحدة ومجموعة العشر فى اتفاقية أخرى عرفت باسم"اتفاقية سميثونيان" Smithsonian Agreement لاستبدال سعر الصرف الثابت (الذهب) بنظام عائم ووضع قيود.

فى عام 1973م سعرت السعودية برميل النفط بالدولار من خلال اتفاقية مع الولايات المتحدة وهى بداية مايعرف بالبترودولار بحلول عام 1975م جميع دول الاوبك قامت بالمثل,اتفاقية بلازا أكورد PLAZA ACCORD نسبة إلى الفندق الذي وقعت فيه الاتفاقية بنيويورك في 22 أيلول (سبتمبر) 1985 كانت تهدف إلى تخفيض قيمة الدولار أمام الين الياباني والمارك الألماني لتقليص ميزان التبادل التجاري.

بعدأن استمر انخفاض الدولار أمام الين إلى مستويات عالية (51%) دعت الإدارة الأمريكية دول فرنسا،ألمانيا،اليابان، وكندا في 22 فبراير 1987 إلى مؤتمر في باريس عرف باسم اتفاقية لوفر LOUVER ACCORD هدف الاتفاقية (لوفر) تثبيت سعر صرف العملات في الأسواق العالمية وإيقاف الانخفاض المتواصل لسعر الدولار مما ادى الى تحسن قيمتة الدولار وارتفاعة مرة أخرى أمام العملات الأخرى.

لكن مع نهاية التسعينيات الميلادية وظهور العملة الاوربية اليورو و بداية الالفية الجديدة حدثة العديد من الاحداث التى ادت الى زعزعة النظام المالى العالمى خاصة النقدى منة, بدا بظهور فقاعة شركات الانترنت, الركود الاقتصادى, احداث الحادى عشر من سبتمبر, التدخل فى افغانستان, و الحرب على العراق عام 2003م مرورا بظهور فقاعة الاسكان والازمة المالية عام 2007م-2008م.

انعكست تلك الاحداث بشكل سلبى و ادت الى انفاق مفرط من قبل الحكومة الامريكية على مدى اكثر من 12 سنة تسبب هذا الانفاق المتزايد فى انخفاض القوة الشرائية للعملة وبالتالى ارتفاع اسعار السلع وتضخم اسواق المال و الاسواق المشتقة واصبح الاقتصاد العالمى والنظام النقدى بشكل خاص اليوم مهدد و رهين حرب عملات بين الدول.

تلك المخاوف اجبرت بعض الدول تبنى الية للتعاملات المالية والنقدية بعيدا عن الدولار كما حدث بين تركيا وايران الذهب مقابل النفط, ايضا التعاملات المالية بين روسيا والصين وفنزويلا اصبحت تتم باليورو مما يرجح ظهور سياسة نقدية واسعار صرف جديدة حسب تصريح الرئيس الفرنسى فرانسوا هولند مؤخرا.

من تلك الحلول المقترحة كما ذكرت فى البداية احلال الدولار الزراعى agri-dollar بدلا من البترودولار بحيث يكون دولار المنتجات الزراعية و المواد الغذائية هو من يحدد شكل ووجة التجارة العالمية والسياسات النقدية واسعار الصرف فى السنوات القادمة بدلا عن دولار النفط بتزعم الولايات المتحدة جانب العرض والصين جانب الطلب.