تصريح من بنك ستاندر فى 23 يناير 2013م يفيد بان مشتريات الذهب بشكل مادى او عينى (physical) قوية وعلى غير العادة فى هذا الوقت من السنة, اضف الى ذلك ان مشتريات الذهب العام الماضى من حيث الوزن تعد الاكثر خلال الخمسين سنة الماضية (536 طن)
مما يعنى ان الشهر الاول من العام الحالى 2013م يشهد استمرارية لما حدث العام الماضى من زيادة فى شراء الذهب بشكل مادى او عينى, فى المقابل من ذلك تشهد اسعار عقود الذهب انخفاضا استمر من الربع الاخير من العام الماضى وحتى الان.
ويرجح الكثيرين الى ان السبب الرئيسى فى زيادة الطلب على الذهب بشكل عينى او مادى وتخزينة من قبل البنوك المركزية حول العالم يعود بالدرجة الاولى الى تضخم سوق المشتقات المالية الذى وصفة المستثمر وارن بوفت بانة من اسلحة الدمار الشامل المالية الى مستويات غير معقولة مما ادى الى انعدام ثقة البنوك المركزية فى العالم بين بعضها البعض.
ويقدر بول ويلموت (wilmott) وهو من اهم خبراء المشتقات المالية وحاصل على درجة الدكتوراة فى الرياضيات من جامعة اكسفورد ان اجمالى القيمة الاسمية للمشتقات فى العالم بحوالى 1200 الى 1500 تريليون دولار فى حين ان مصرف التسويات الدولى (BIS) فى نشرة 2009م يضع الاجمالى عند 615 تريليون.
تلك الارقام الفلكية لو قارنها بالاسواق والاصول الاخرى على سبيل المثال حجم سوق المشتقات يعادل 20 مرة اجمالى الناتج المحلى السنوى لجميع دول العالم والذى لايتجاوز 65 تريليون و10 مرات قيمة اسواق الاسهم والسندات لجميع دول العالم والتى تساوى 130 تريليون.
ومائة وستة عشر مرة اجمالى القيمة السوقية للاحتياطات النفطية المعلنة حول العالم والتى تصل الى حوالى 1200 بليون برميل من النفط الخام قيمتها الان 12 تريليون دولار على اساس ان سعر البرميل 100 دولار.
الجدير بالذكر ان سوق المشتقات يتحمل الجزء الاكبر من الازمة المالية التى حدثة عام 2007م-2008م وذلك بسبب الثغرات فى الموجودة فى تنظيم السوق والتى ادت الى انهيار ليمن بروذر, بيرستيرنز و AIG وغيرهم ومن المؤكد ان يكون له دور كبير فى الازمة القادمة .
خاصة اذا علمنا ان البنوك التى لعبت دور رئيسى فى الازمة الماضية مازالت تملك مانسبة 96% من سوق المشتقات المالية بالولايات المتحدة طبقا لمكتب المراقب المالى للعملات وهم, جى بى مورجن تشيس.
ستى جروب, بنك اوف امريكا و جولدمن ساك الذى حقق خلال فقاعة الاسكان اموال طائلة من منتجات يبيعها على اساس انها امنة بتصنيف AAA ويراهن فى نفس الوقت على فشلها و تقدر نسبة (جولدمن ساك) فى سوق المشتقات بحوالى 230 تريليون دولار.
وكان الرئيس السابق بيل كلينتون (1992م-2000م) قد اقر فى مقابلة تلفيزيونية عام 2010م بانة اخطا بعدم تنظيم سوق المشتقات المالية بعد ان نصحة بذلك وزيرا الخزنة السابقين روبرت روبن ولارى سمر بحجة ان المشتقات المالية سوق معقدة وعدد قليل من المستثمرين يتعاملون بها لذلك لاتحتاج الى اية حماية او شفافية اضافية.
لكن الحقيقة هى ان الحماية والمزيد من الشفافية هو ما تحتاجة الاسواق المشتقة التى ابتعدت عن الغرض الاساسى لها وهو التحوط و تحولت سوق مراهنات على كل شى مالى والدليل على ذلك ان نصيحة مستشارى الرئيس كلينتون كلفت على اقل تقدير حوالى 500 تريليون زيادة فى حجم سوق المشتقات منذ مغادرتة البيت الابيض مع بداية الالفية الجديدة وحتى الان.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
مع اني ضد التدخل الحكومي بالمشتقات او غيرها وارى ان سبب المشكلة كانت هو التدخل الحكومي من أساسه الذي أدى الى المشكلة ثم ارادوا حلها بوضع مزيد من الانظمة (والموضوع لا نهائي, فلا "نظام" اكثر كفاءة من نظام السوق الحر)... الا ان اختيار الكاتب الفاضل للمواضيع من أفضل ما يكتب بموقع الفا بيتا ويدل على متابعة للجديد بالشأن الاقتصادي اول باول.
سبحان الله ، في الاسلام وأسس الإقتصاد الإسلامي قد تم تحريم كل ما هو مراهنة او حظ او ما فيه غبن او ربا لذلك فإن تطبيق معايير الإقتصاد الاسلامي ( الصحيحة ) تنقذ حتى الحكومة من عملية التدخل ووضح لوائح وغيرها