عدد السكان في قطر يتضاعف خلال الـ 5 سنوات الماضية : عدة اسئلة ؟؟

07/02/2010 6
ناصر اّل مبارك

أثارت مجلة "ميد" سؤالا مهما الاسبوع الماضي حول الزيادة الكبيرة في عدد سكان قطر خلال السنوات الـ 5  الماضية وماذا سيحصل عندما تتوقف أعمال مشاريع الغاز الكبرى والمشاريع الاخرى المتعلقة بها ؟؟؟

على حسب المجلة فقد تضاعف عدد السكان خلال آخر 5 سنوات من 800 ألف إلى 1.6 مليون نسمة وهي بالتأكيد تعد واحدة من أكبر الزيادات التي شهدها العالم ويتضاءل امامها زيادة عدد السكان في مدينة دبي بحوالي 50 % خلال الفترة 2003 – 2008..

للتدليل على ما يحدث في قطر حسب ميد يمكن الاشارة إلى مشروع واحد وهو مشروع اللؤلوة  لتحويل الغاز الى سوائل الذي تنشئه شركة "شل" البريطانية الهولندية والذي يعمل فيه 48 ألف عامل، وهذا المشروع ماهو الا أحد مشاريع الغاز القائمة حاليا...

وكما هو معروف فإن الأعوام 2007 – 2011 تمثل ذروة العمل في مشاريع الغاز لكن أعمال الإنشاءات الرئيسية ستتوقف بعد ذلك (قررت الحكومة القطرية ايقاف عمليات التطوير الجديدة في حقل الشمال حتى عام 2015) كما انه من المعروف أن جزءا كبيرا من الزيادة السكانية المسجلة في الاعوام الماضية كانت في جانب الوافدين وخصوصا المهندسين والعمال.. وهؤلاء العمال سيعودون الى بلادهم بعد انتهاء المهمات التي جاءوا من أجلها...

يمكن تشبيه الوضع في قطر بحلقات مترابطة كل حلقة تغذي الأخرى فمشاريع الغاز الكبرى أدت الى زيادة السكان وبالتالي تطلبت مزيدا من اعمال البنية التحتية التي تخدمهم (السكن والفنادق والطرق وخدمات المرافق  الاخرى) وبدورها فزيادة مشاريع البنية التحتية تطلبت مزيدا من السكان الذين بدورهم يحتاجون الى مزيد من الخدمات .... وهكذا بحيث تستمر سلسلة الحلقات بتغذية بعضها البعض..

رغم ان خطط الحكومة القطرية تتضمن عددا من المشاريع لتنويع الاقتصاد كالقطاع السياحي وقطاع السفر (عبر القطرية والمطار الدولي الجديد وأنشطة متعددة أخرى) إلى ان ذلك سيحتاج وقتا طويلا من الزمن وقد لا يكون كافيا في الوقت الحاضر للمساهمة بشكل جدي في المحافظة على مستويات النمو الحالية للسكان..

اذا حصل تراجع في عدد السكان في دولة قطر فلن يكون الأول من نوعه فقد سبق وأن تراجع عدد السكان في دول الخليج كلها خلال الفترة من 1984 – 1988 وذلك في أعقاب الطفرة النفطية الاولى عندما تراجع حجم المشاريع آنذاك بشكل كبير وعاد مئات الالوف من العمال الى ديارهم..

بالتأكيد فإن هبوط عدد السكان المنتظر بعد عام 2011 سيكون خبرا ممتازا للقاطنين في قطر حيث أن ذلك يعني ازدحاما أقل واسعار ايجار أقل في وقت تكون فيه البنية التحتية قد اكتملت مما يجعل الحياة أسهل وأكثر متعة...