المخاطر ما بعد الهاوية المالية وفقاعة السندات

06/01/2013 2
محمد الشميمري

انتهت ازمة الهاوية المالية بتوقيت مناسب جعل الأسواق العالمية والمحلية تتفاعل ايجابيا بارتفاعات جيدة هناك تحديات ومخاطر اضافية تلوح بالأفق يمكن لها ان تؤثر على المسار الأيجابي للأسواق الذي بدأ مع بداية العام الميلادي 2013م يمكن ان نجمع هذه المخاطر بثلاثة امور :

الأول : السياسة النقدية للفدرالي الأمريكي كما نعلم ان الفدرالي اعلن برنامج تيسير كمي ثالث بمقدار 85 مليار دولار يبدأ بشهر يناير 2013م وهو عباره عن شراء 40 مليار دولار سندات الرهونات العقارية و 45 مليار شراء سندات الخزينه مع ابقاء معدل الفائدة قريب من الصفر لتحفيز الأموال بالأستثمار في الأقتصاد هذا التيسير نتج عنه تحفيز للأسواق المالية وخاصة الأسهم كما انه اضعف الدولار امام معظم العملات ما عدا الين فأين تكمن المخاطرة هنا؟ المخاطرة ظهرت بعد خروج البيان التفصيلي لأجتماع لجنة السياسة النقدية للأحتياطي الفدرالي برئاسة برنانكي المعروف بالميتنق مينت حيث اظهر التقرير بشكل مفاجىء ثلاث اراء للأعضاء الأول استمرار التيسير الكمي لاطول مده ممكنه والرأي الثاني استمرار التيسير الكمي الى نهاية العام والثالث ايقاف التيسير الكمي هذا الأخير والذي قبله فاجىء الأسواق وادى الى صعود للدولار وهبوط للذهب ان الفدرالي الأمريكي لا يمكن ان يستمر بالتحفيز الى الأبد فالمخاطر التضخمية وحجم شراء السندات مع وجود سياسة فائدة قريبه من الصفر سيؤدي في النهاية الى فقاعه بسوق السندات حيث ارتفعت السندات الأمريكية في السوق الثانوية حتى سجل العائد انخفاضا قياسيا وصل في سندات العشر سنوات عند عائد 1.39% لنشهد تذبذب كبير بعد خروج البيان التفصيلي للفدرالي يوم الخميس الماضي حيث انخفضت سندات العشر سنوات الأمريكية ليسجل العائد ارتفاعا عند 1.92% يوم الجمعة بالطبع سياسة الفدرالي المعلنة هي ابقاء الفائدة قريبة من الصفر حتى منتصف 2015م واستمرار التحفيز حتى انخفاض معدل البطالة الى 6.5% وهذا سيأخذ وقت لكن هناك تخوف واضح في الأسواق من فقاعه في سوق السندات خاصة السندات طويلة الأجل وسندات القطاع الخاص فنجد ان احصائية عملت على 32 مخطط ومدراء استثمار من سي ان ان موني تشير الى 40% منهم يرى ان الفائدة سترتفع في اواخر 2013م و30% يرى انها سترتفع في 2014م كلاهما يرى ارتفاع الفائدة قبل السياسة المعلنة من الفدرالي التي تريد ابقائه منخفض حتى منتصف 2015م.

وبحسب الأحصائيات سحب المستثمرون الأفراد من سوق الأسهم الأمريكي 700 مليار دولار عام 2008م ووضعو 250 مليار في صناديق تستثمر فقط بالسندات الأمريكية وتشير ايضا ان المستثمرين اضافو اكثر من 90 مليار دولار في السندات عام 2012م في نفس الوقت سحب 150 مليار دولار من سوق الأسهم مما يعني تشبع في سوق السندات والذي يؤكد ذلك ان فتش قد حذرت من فقاعة في سوق السندات وخاصة سندات الشركات الخاصة الذي سيحصل فيها تصحيح قوي في حال ارتفع معدل الفائدة بشكل مفاجىء. والفدرالي وان كان يملك ادوات قوية لكن ليست مطلقه فبرنامج التيسير الكمي الكبير او تسارع وتيرة النمو الأقتصادي سيؤدي الى ارتفاع للتضخم مما يفرض على  الفدرالي رفع معدل الفائدة قبل الموعد المعلن حينها تهبط السندات المتشبعة شراء بقوه وهذا كله يقوي من ذهاب السيولة لسوق الأسهم ويؤيد توقع ارتفاعات فيه 2013م .

الثاني : مخاطر سقف الدين وزارة الخزانة الأمريكية المسئولة عن السياسة المالية والصرف قد استنفذت حدود اقتراضها رسميا وقانونيا الأثنين الماضي  والخزانة الأمريكية الأن تستخدم برامج ماليه مسانده ستجعلها تستطيع مواجهة المصاريف الى 28 فبراير الشهر القادم فقط بعد ذلك ستتعثر ان لم يتوصل الكونجرس الأمريكي الذي اغلبيته جمهوريون الى اتفاق بشأن رفع سقف الدين من جديد , فالتحدي والمخاطرة كبيرة وهذا يجعل المخاطرة الأخيرة الثالثه تأخذ اهميتها وهي تغيير وزير الخزانة الأمريكي تيم قاذينر قبل هذه المواجهه مع الكونجرس من سيأخذ على عاتقه المهمة الصعبه هذه ومن سيرسم السياسة المالية للبيت الأبيض الكلام الذي يدور انه كبير موظيفي البيت الأبيض شيف اوف ستاف جاك ليو لكنه غير مؤكد هذا المنصب له حساسيته الكبيرة في ول ستريت لكن عادة تكون ردة الفعل في سوق الأسهم مؤقته وقت الأعلان.بالأخير معظم الأراء الأقتصادية تشير الى ان سنة 2013م ستكون سنة ايجابية لسوق الأسهم في ظل سوق سندات متشبع شراء وفائدة قريبه من الصفر .