الازمات المالية و الركود الاقتصادى الى انهيار اقتصاد او شركة لا ياتى صدفة أو فاجاءة ولكنها تراكمات تتشكل خلال فترة ليست بالقصيرة ينجو منها من لديه القدرة على قراءتها قبل حدوثها لتفاديها او التقليل من اضرارها على اقل تقدير، مثال على ذلك بدايات فقاعة الاسكان التى ظهرت فى اواخر عام 2007م.
حين توقع بول مككولي McCauley المدير السابق لصندوق بيمكو PIMCO للسندات فى مقالة نشرت عام 2001م بعنوان " لنظهر بعض العاطفة" ان يقوم بنك الاحتياط الفيدرالي باستبدال فقاعة الانترنت بفقاعة اخرى وتوقع ان تكون اسعار المساكن الفقاعة القادمة حيث ان هناك مجالاً لذلك على حد قول مككولي حيث ان ازدهار اعمال الانشاء وزيادة الانفاق بشكل عام (التمويل وإعادة التمويل) ستعوض الوظائف التي فقدت عند انتهاء فقاعة الانترنت.
ايضا توقعات روبيني للازمة المالية وظهور فقاعة الاسكان عام 2006م أو توقعات روبرت شيلر (Shiller) من جامعة ييل لحدوث فقاعة الانترنت قبل وقوعها بنهاية التسعينيات الميلادية لم تكن توقعاتهم وليد صدفة أو ضربة حظ ولكن قراءة صحيحة لمجريات الأمور، تحليلها ووضع رؤيا مستقبلية تجاهها وهو ما نحتاج إليه الآن لكي نتجنب المزيد من الخسائر.
حيث نرى ان العديد من البنوك, المؤسسات المالية او صناديق الاستثمار و السيادية داخل دول المنطقة والتى تتعامل باستثمارات قد تتجاوز حاجز تريليون دولار تاخذ بنصائح اطراف قد تستفيد من الاستثمارات الخاطئة او غير مؤهلة لادارة تلك الاستثمارات وفى كلى الحالتين يسببان خسائر فادحة ولنا فى شراء العديد من بنوك وشركات استثمارية لاصول سامة Toxic asset قبل الازمة بوقت قصير عبرة فى ذلك.
وهذا يستوجب منا جميعا الاهتمام اكثر بالقراءة المستقبلية للمؤشرات حيث ان التوقعات المستقبلية للعام القادم على سبيل المثال غير مطمئنة طبقا للعديد من المحللين الاقتصادين الذين اجمعوا على ان 2013م او العام الذى يلية 2014م سيواجة الاقتصاد العالمى عدد من التحديات اهمها وليس قصرا على ضعف الاقتصاد الامريكى, ديون منطقة اليورو الى جانب ارتفاع حدة التوتر فيما يتعلق بالعملة بين العديد من الدول الكبرى اقتصاديا.
من تلك المؤشرات التى اخذ بها لاقتصادين هى استمرار عملية شراء السندات المدعومة بالرهن العقارى من قبل بنك الاحتياط الفيدرالى بقيمة 40 مليار دولار شهريا حتى نهاية عام 2014م, مع الابقاء على معدلات اسعار الفائدة خلال تلك الفترة عند مستويات تعد تاريخية من 0-025% مع تاييد 13 من 19 مسؤول فى بنك الاحتياط الفيدرالى لتلك لسياسة حيث يرون انة لايوجد اى مبرر لرفع اسعار الفائدة قبل 2015م او بعد تلك الفترة (2015م) وهذا دليل على ان التعافى الكامل لن يكون قبل 2015م.
تحذيرات نوريال روبينى المستمرة بشان حدوث مايطلق علية "العاصفة الكاملة " فى عام 2013م ويرجع تاخير حدوثها كل هذة الفترة الى براعة الولايات المتحدة والدول الاوربية فى تاجيل مشكلاتهم المالية من الظهور خلال السنوات الماضية.
المستثمر جيم روجرز احد مؤسسى صندوق كوانتم مع جورج سورس من جهتة يرى بانة يجب ان نكون قلقين جدا من الاقتصاد الامريكى خلال العامين القادمين 2013م-2014م و ينصح بالاستثمار فى الذهب والزراعة.
اما بالنسبة للهاوية المالية اكتفى باستطلاع اجرتة (CNNmoney) ل17 من "كبار الاقتصاديين" 14 منهم يرون ان نهاية الاعفاءات الظريبية وخفض الانفاق سيتسببان بدخول الاقتصاد فى حالة ركود جديدة و 12 من الذين شملهم الاستفتاء يعتبرون الهاوية المالية اشد خطورة على الاقتصاد من الديون السيادية الاوربية, الجانب الايجابى فى الاستفتاء هو ان جميع الخبراء السبعة عشر اتفقو على ان الاقتصاد لن ينهار بسبب الهاوية المالية.
مقارنة لسيناريو متفائل, متشائم ومتوسط اجمالى الدخل القومى (متوقع) فى العالم خلال الفترة بين 2013م-2025م
Comparison of Base Scenario with Optimistic and Pessimistic Scenarios, 2013 - 2025 (November 2012)
Source:TheConference Board Global Economic Outlook 2013, November 2012
*Europe includes all 27 current members of the European Union, as well as Switzerland and Norway.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع