متى تربح كيان ؟!

12/11/2012 17
د . جمال شحات

انتظرت ان اقرأ مقالا يجاوب عن هذا السؤال الذى بدأت به ولكنى لم اجد احدا من الكتاب الذين هم اكثر منى علما وخبرة بشركات السوق وخاصة انهم كثيرون وطال انتظارى فلما لم اجد قلت لعلى ابدأ بالكتابة فيلحقنى الكثيرون فيكون لى قصب السبق ..!!

فمنذ اعلنت كيان عن نتائجها فقد صدم الكثيرون بحجم الخسائر وكانت الصدمة اكبر عندما خرج المريشد رئيس مجلس ادارتها , ونشرته الاقتصادية بتبرير هذه الخسائر وعزا من هاجم الشركة وخسائرها وادارتها بعدم الفهم لطبيعة المخزون بالشركة وعدم فهمهم لطبيعة الانتاج والنواحى الفنية للشركة ..!!

وقد كانت معظم المتحدثين فى الامر اقتصروا الحديث عن اختلاف وجهات النظر فى مثل المخزون واسعار البيع والانتاج التجارى وانخفاض الخسائر دون ان يذكر واحد – فى ظل اوضاع الشركة الحالية – متى تبدأ الشركة تحقيق الارباح ...؟!!

واذا استعرضنا ردود السيد المريشد وتبريراته فقال فى سؤال يتعلق بارتفاع نسبة المخزون وان المحللين يرونها كبيرة فقال :

من ذكر ذلك لم يحسب وجود أشياء أخرى في نسبة التخزين مثل قطع الغيار، والمخزون الذي بين المصانع، ودائما الشركات العالمية تخزن المنتج من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، لتلبية طلبات العملاء في حال وجود أي مشكلة في المصانع، فبالتالي ما تم تخزينه وبيعه طبيعي، ويتم في معظم الشركات العالمية".وأشار المريشد إلى أن القوائم المالية لـ "كيان" موضح بها جميع التفاصيل بما فيها المخزون، لكن "البعض من المحتمل أنه لم يقرأها أو لم يفهم ما قرأ، ولم يفهم أيضا طبيعة الصناعة"، مضيفا: "لا يمكن أن أبيع قطع غيار، أو غيار المنتج النهائي، كما أن خطوط الإنتاج في المصانع يجب أن يكون بينهم مستودعات، بحيث لو حصل خلل في مصنع لا يتضرر المصنع الآخر".وأفاد بأن وضع الشركة ومنتجاتها يعتمد في الفترة المقبلة على الأسعار العالمية، خصوصا غاز البيوتان، معتبرا أن وضع كيان "ممتاز"، وأن أي شركة أو مصنع معرض للربح والخسارة، وأن الأهم هو أن الإنتاج في تحسن وزيادة، وإيرادات التشغيل أيضا في تحسن... دون ان يشير ايضا الى توقيت تحقيق الشركة الى مرحلة تحقيق الربحية ولو على سبيل التقريب ..!!

كما لفت الانظار إلى أن القوائم المالية للربع الثالث أظهرت تراجعا في قيمة خسائر الشركة، حيث بلغت نحو 178 مليون ريال فقط ، في حين كانت في الربع الثاني أكثر من 328 مليون ريال، أي بنسبة انخفاض 45 %، معتبرا أن ذلك يعد تحسنا كبيرا في أداء الشركة وان الخسارة سببها أسعار السوق العالمية وانخفاضها خلال الفترة الماضية دون ان يحدد الوقت الذى تتحول فيه الشركة الى الربحية ..!!

كما ان جميع الشركات تسير بنفس النسق ومن الأمثلة على ذلك شركة ينساب، وأشير إلى أن تحسن أداء الربع الثالث مقارنة بالربع الثاني في "كيان" هوناتج لتحسن أداء المصانع، لأن معظم تلك المصانع لم تبدأ عملها إلا من وقت قريب، ويبلغ عددها 20 مصنعا، وكلما تحسنت إنتاجية المصانع قلّت التكلفة، وإذا قلّت التكلفة تراجعت الخسائر وتحسنت الأرباح"

.كما اكد أن اللقيم في شركة كيان معظمه من غاز البيوتان وسعر هذا الغاز مرتبط بالنفط، وفى بعض الفترات يصل سعر الطن منه 800 دولار، وبالتالي اللقيم في كيان يختلف عن بعض الشركات الأخرى التي فيها نسبة عالية من غاز الميثان التي تكلفته أقل من ذلك بكثير، وبذلك لا نستطيع مقارنة "كيان" بالشركات الأخرى"..!!

وقد فتحت تلك التصريحات لوابل من الهجوم و التساؤلات على المريشد بالاضافة الى ان العديد من المستثمرين انتقدوا الادارة بكيان ... ولكن دون ان يحدد احد منهم وفى ظل هذه الظروف متى تربح كيان ...؟!!

وكان من ضمن الاسئلة المثارة عن المخزون –وهو من أهم البنود - والذى يعتبر حجر الزاوية فى الموضوع ان هناك مخزونا بقيمة تبلغ نحو 900 مليون ريال تقريبا فلماذا لم يتم إطفاء الخسارة للربع الثالث وقدرها 187 مليون ريال، خصوصا إذا ما علمنا أن تلك المنتجات قادرة على إطفاء خسائر تسعة أشهر من العام الجاري (حتى نهاية الربع الثالث ) و الذي يقدر بـ 577 مليون ريال"...!!

كما أن المتعارف عليه فى مسألة قطع الغيار أن هناك قطعا يتم شراؤها من قبل المصانع الناشئة تكفي لعامين، كجزء من معدات تلك المصانع، وتدخل في بند الأصول الثابتة وليس بند "المخزون" كما ذكر، كما أنه يتم إطفاؤها كاستهلاك سنوي على فترة 20 سنة، فلماذا تشتري "كيان" قطع غيار أخر ى ..؟!!

ولماذا تجمد فى رأس مالها العامل بتحويله إلى أصول بشرائها مواد أولية تزيد عن حاجتها للاستمرار في الإنتاج لمدة 45 يوما، وان التجاوز يكون فى حدود 10 %الى 20 % بحد أقصى أما تجاوز ذلك فينذر بخطر كبير ويؤدى اذا استمر هذا الوضع الى عدم تحقيق كيان ارباحا لمدة طويلة اذا استمرت فى اتباع تلك السياسة ..!!

ولعل سؤالى الذى بدأت فيه وهو متى تربح كيان ..؟!

اذا كان وضعها ممتاز- حسب كلام المريشد – وسياسة المخزون جيدة وطبيعية ..!!

والشركة قد بدأت الانتاج تجاريا منذ فترة مما يعنى ان الامور مستقرة وعادية ..!!

وتحصل الشركة على غاز البيوتان من ارامكو على اساس سعر النافثا بخصم 30 % مما يجعلها فى مركز تنافسى جيد ..!!

بل ان الشركة قد عزت سبب انخفاض الخسائر في الربع الثالث مقارنة بالربع السابق (الثانى) إلى زيادة الكميات المنتجة نتيجة تحسن الأداء التشغيلي على الرغم من انخفاض متوسط أسعار المنتجات المباعة ..!!

ولكن فات الشركة ان الخسائر زادت عن الربع المماثل من العام الماضى ..!!

فهل يعنى ان الوضع يستمر فى انخفاض الخسائر من ربع لاخر دون ان تدخل مرحلة الربحية او ان الشركة مازال امامها وقت طويل حتى تبدأ فى تحقيق الارباح ..!!

وهنا يحق لكل المستثمرين والمساهمين والمتابعين ان يسألوا ذلك السؤال الهام وان يجيب علينا المسئولون بكيان وعلى رأسهم رئيس مجلس ادارتها وهو متى تربح كيان ..؟!