دولارك لم يعد آمناً

11/11/2012 28
خالد الكلابي

لست من مُحبي نظريات المؤامرة، ولست من الداعين لها إطلاقا، ولكن شيئا ما يحاك في الخفاء خلف جدران الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.

 ولتصل إلى المقصد، إليك المعلومة التالية: بنهاية العام الميلادي 2012 سيصل حجم الدين العام لدول العالم إلى 50 تريليون دولار. وهذا لا يشمل العديد من البنود الخاصة بكل دولة على حدة في تأمين الموارد من خلال الاقتراض الداخلي، فالمبلغ الخيالي السابق بمعظمه يأتي من سندات الخزينة التي تصدرها البنوك المركزية في كل دول العالم لتمويل ميزانياتها أو تغطية العجز فيها.كمية النقود في بنوك العالم أجمع لا تغطي هذه المبالغ.

الثروات والاحتياطات النقدية في جميع بلدان العالم لم تعد تمثل سوى أرقاما تخيلية على شاشات الكومبيوتر وأوراق الميزانيات، ولكن حقيقة واحدة أصبحت جلية: لا توجد موجودات نقدية تغطي الديون العالمية مجتمعة، والمشكلة يتم «تأجيلها» لتتصرف مع تبعاتها الأجيال القادمة.

المشكلة التي لم تكن في حسبان أحد هي أن تبعات هذا الإنفاق المجنون الذي لا غطاء له سيصدم جيلنا الحالي، وفي وقت أقرب مما نتصوره.الولايات المتحدة الأمريكية هي الآن أكبر دولة مديونة في تاريخ البشرية، وقد رفعت الجهات التشريعية فيها سقف الدين الوطني لتغطية العجز إلى قرابة 15 تريليون دولار.

وتتوقع إدارة أوباما أن يرتفع هذا السقف في العام 2017 إلى 20 تريليون دولار! الفائدة لوحدها على هذا المبلغ ستصل إلى 800 مليار دولار سنويا! كيفية تغطية اقتصاد أكبر دولة في العالم لهذا الدين هو لغز محير لم يعد خبراء الاقتصاد يجدون له مخرجا. العم سام أصبح يواجه عجزا سنويا في ميزانيته يبلغ أكثر من النصف، وذلك لميزانيات سنوية تقترب أكثر وأكثر من 3 تريليون دولار.

المحير أننا لا نرى إجراءات جدية أو حازمة من السلطات الأمريكية لضبط هذا الانفلات الإنفاقي! وما يزيد الحيرة أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يقوم بشراء الذهب بكميات أكبر وأكبر كل شهر مما أسهم أكثر في وصول أسعار الذهب إلى مستويات قياسية غير مسبوقة ! لأقرب الصورة لك ، تخيل أن رجل أعمال شهير يقوم بالاقتراض من أقرانه على وعد السداد خلال سنوات ودفع فوائد سنوية، هو يقوم بسداد الفوائد ولكنه أيضا يستخدم أموال مقرضيه في شراء المجوهرات! هل يبدو لك تصرف رجل الأعمال هذا أخلاقيا أو هل يدل على نيته في تسديد ديونه؟الدولار ببساطة سينهار، فإما أن تترك الحكومة الأمريكية سعر الصرف يهوي بغرض جعل سندات الخزينة التي أصدرتها عديمة القيمة، أو أنها ببساطة ستلغي عملتها وتصدر عملة جديدة مغطاة كليا بالذهب. ولكن ما دخلنا نحن بالموضوع تسألني؟ عملتك عزيزي المواطن مربوطة بالدولار، وأنت أحد المشترين الرئيسيين لسندات الخزينة الأمريكية مع زميلك الصيني والياباني! فالمواطن الأمريكي يعيش رفاهية لا يملكها وإنما أتى بها من جيبك وجيوب الغير !