توقعات بتأثر مسار السوق بحركة المؤشرات العالمية وأسعار النفط .. الأسبوع الجاري

20/10/2012 1
د.إبراهيم الدوسري

ارتدت السوق المالية السعودية TASI، في تداولات الأسبوع الماضي، تزامناً مع تحركات مؤشرات الأسواق المالية العالمية، على الرغم من تأثرها سلباً بنتائج شركات قطاع البتروكيماويات، التي تراجعت أرباحها في الربع الثالث من العام الجاري، وذلك بحسب إعلانات الشركات المتداولة في الأسبوع الماضي.

وكان مؤشر السوق المالية السعودية TASI قد أغلق عند مستوى 6811 نقطة في تداولات الأسبوع الماضي، مرتفعاً بـ14 نقطة مقارنة بإغلاق مؤشر السوق في تداولات الأسبوع ما قبل الماضي عند مستوى 6797 نقطة.



ويعكس ارتداد مؤشر TASI في تداولات الأسبوع الماضي، قوة العلاقة بين السوق المالية المحلية ومؤشرات الأسواق المالية العالمية، على الرغم من بدء السوق المحلية في تداولات الأسبوع الماضي بتراجع في الجلستين الأوليين منه وصولاً إلى أدنى مستوى للسوق المحلية، وذلك منذ نهاية تداولات تموز (يوليو) الماضي.

حيث أعادت سلبية نتائج أرباح شركات قطاع البتروكيماويات، والتي قادتها ''سابك'' بتراجع في أرباحها بنسبة 21 في المائة، وذلك مقارنة بأرباح الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي 2011، مؤشر TASI إلى ما دون مستوى 6669 نقطة، التي انطلق منها المؤشر مع مطلع تداولات آب (أغسطس) الماضي.

وقد تفاعلت مع ارتداد مؤشر TASI أحد عشر قطاعاً أغلقت في المنطقة الخضراء، كان في مقدمتها قطاع التأمين الذي ارتفعت قيمته السوقية الأسبوعية بنسبة 4.4 في المائة، يليه قطاع الزراعة بـ2 في المائة، ثم قطاعات الطاقة والاستثمار الصناعي والإعلام بنسبة 1.5 في المائة، وذلك مقارنة بإغلاق القطاعات في الأسبوع السابق لها.

أما القطاعات المتراجعة فقد تراجعت بنسبة 1 في المائة من قيمتها السوقية الأسبوعية، وهي قطاع البتروكيماوبات وقطاع الأسمنت وقطاع التشييد والبناء، إضافة إلى قطاع الفنادق الذي تراجع بنسبة طفيفة لم تتجاوز 2 في الألف.

وعلى مستوى السيولة بلغت قيمة تداولات الأسبوع الماضي 28.3 مليار ريال مرتفعة عن قيمة تداولات الأسبوع السابق له بنسبة 16.5 في المائة، وقد ارتفع معدل التداول اليومي إلى 5.7 مليار ريال يومياً بفضل إدراج سهم ''أسمنت المدينة''، بعد أن تراجع معدل التداول اليومي في الأسبوع ما قبل الماضي إلى أقل من خمسة مليارات ريال.

وفيما يتعلق بتوزيع السيولة على القطاعات احتل قطاع المصارف 6.6 في المائة من قيمة تداولات الأسبوع الماضي، كما ارتفع نصيب قطاع البتروكيماويات إلى 14.7 في المائة، وارتفع نصيب قطاع الأسمنت إلى 14 في المائة بعد إدراج سهم ''أسمنت المدينة'' الذي احتل 86 في المائة من إجمالي قيمة تداولات قطاع الأسمنت في الأسبوع الماضي، بقيمة تداولات بلغت 3.4 مليار ريال، وهي تمثل 12 في المائة من إجمالي قيمة تداولات السوق في الأسبوع الماضي.

كما لوحظ من خلال تحليل السيولة انتقال المضاربة من قطاع التأمين إلى قطاع الزراعة حيث احتل قطاع الزراعة 11.2 في المائة من قيمة التداولات في الأسبوع الماضي، مرتفعاً عن نصيبه في الأسبوع الذي قبله البالغ 5.4 في المائة، كما تراجعت المضاربة في قطاع التأمين الذي كان محتلاً 41.3 في المائة في تداولات الأسبوع ما قبل الماضي، ثم تراجع نصيبه في تداولات الأسبوع الماضي إلى 28 في المائة.

فنياً لا يزال مؤشر السوق المالية السعودية TASI دون متوسطاته المتحركة (50 يوما = 6905 نقاط ، 200 يوم = 6890 نقطة)، وهذه إشارة سلبية فنية للمؤشر، علماً بأن نقطة دعم 6666 قد دعمت مؤشر TASI في تداولات الأسبوع الماضي بعد تراجع السوق في جلستين أوليين من التداولات، وتشكل المتوسطات المتحركة حالياً نقاط مقاومة لمؤشر السوق المالية السعودية TASI، إضافة إلى نقطة مقاومة متوسط Bollinger Bands عند 6850 نقطة، ولا تزال المتوسطات المتحركة لمؤشر TASI في ترتيب إيجابي فنياً بإغلاق متوسط 50 يوما فوق متوسط الـ200 يوم، إلا أن اقتراب المتوسطات من بعضها قد يزيد من الخطورة الفنية للسوق المالية إذا ما قطع متوسط 50 يوما متوسط الـ200 يوم هبوطاً.

وإن كانت هناك إشارة ارتداد متوقعة حسب إشارة مؤشري الـMACD والـMACD Histogram، إلا أن هذه الإشارة تظل ضعيفة في ظل تراجع أحجام السيولة وقيمة التداولات وسيطرة المضاربة عليها.

ومن المتوقع في تداولات الأسبوع المقبل أن يكون تحرك مؤشر السوق المالية السعودية TASI متأثراً بحركة مؤشرات الأسواق المالية العالمية وبتحركات أسعار النفط التي ما زالت قريبة من مستويات الـ90 دولارا حتى تداولات أمس الأول.

وعلى الرغم من أن الأسواق المالية العالمية قد أظهرت في تداولاتها للأسبوعين الماضيين ضعف عزمها على الصعود، إلا أن مؤشر داو جونز الأمريكي، الذي يعد قائدا لمؤشرات الأسواق، لا يزال فوق نقطة دعم 13.275 وهي النقطة التي كانت أعلى مستوى حققه مؤشر داو جونز الأمريكي في تداولات العام الجاري تحديداً في منتصف آذار (مارس) الماضي ونجحت في مقاومته في منتصف تداولات العام الجاري حتى اختراقها المؤشر صعوداً بعد إعلان خطة التدخل النقدي من البنك الفيدرالي الأمريكي.

أما السوق المالية المحلية فيمكن وصفها فنياً بالأمان إذا ما حافظت على نقطة دعم 6588 التي انطلق منها المؤشر منذ منتصف تداولات تموز (يوليو) الماضي، حتى قاومته 7165 نقطة في تداولات منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي.

ولذا فإن محافظة المتوسطات المتحركة على ترتيبها الإيجابي الفني ببقاء متوسط 50 يوما فوق متوسط 200 يوم سوف يعزز من قوة دعم 6588 نقطة.

أما سلوك مؤشر السوق TASI مساراً صاعداً في التداولات المقبلة فمن الصعب التفاؤل به أو التنبؤ به في ظل تراجع مستويات السيولة وعزوفها عن شركات القطاعات الاستثمارية التي قد تشهد ارتفاعات مضاربية نتيجة للتبديل المتوقع من السيولة الاستثمارية في مراكزها المالية بعد التراجعات التي شهدتها أرباح الشركات الاستثمارية، وبخاصة شركات قطاع البتروكيماويات التي تراجعت أرباحها بسبب تراجع أسعار المنتجات وأسعار النفط.