التدقيق لم يعد ترفا

07/10/2012 9
خالد الكلابي

كان لعدد من الأحداث المؤسفة في بيئة الأعمال السعودية مؤخرا، بدءا من شركة المعجل ومرورا بأرامكو وانتهاء بشركة الاتصالات السعودية، دور كبير في تسليط الضوء على أحد الوظائف الإداريةهذه الوظيفة الإدارية التي غالبا ما تكون على شكل إدارة مستقلة تتبع المسئول الأعلى في الجهات الحكومية، أو لرامكو وانتهاء بشركة الاتصالات السعودية، دور بلإدارية التي غالبا ما تكون على شكل إدارة مستقلة تتبع المسئول الأعلى في الجهات الحكومية، أو مجالس الإدارات ومن يمثلهم بالنيابة في الشركات المساهمة، وهي من أكثر الإدارات حساسية والتي غالبا ما يساء تقدير دورها إن تعامل الإدارات المختلفة داخل المنظومة بعقل متفتح يبحث عن التطوير سيؤدي بالضرورة إلى إنجاح دور إدارة التدقيق .

فوظيفة إدارة التدقيق الداخلي تاريخيا نشأت من داخل الإدارات المالية والمحاسبية لمنظومات الأعمال وذلك بغرض الرقابة على الأصول النقدية والعينية والعمليات البنكية من طرف لا يكون جزءا من الإدارة المالية، وهذه الوظيفة الأساسية لا تزال هي الغالبة على تفكير الجمهور عند ذكر وظيفة التدقيق الداخلي. هذا الدور في التدقيق المالي أو المحاسبي Financial Audit هو أحد دورين أساسيين لهذه الوظيفة الإدارية، فهناك دور مهم جدا يلقى على عاتق منسوبي هذه الإدارة وهو التدقيق الإداري Management Audit أو ما يطلق عليه البعض تدقيق العمليات Operations Audit.

وتلعب الصورة النمطية لمهام إدارة التدقيق - كشرطة الأمن الداخلي الذين يهاجمون الجميع بغرض كشف التلاعب - عائقا أمام تحقيق دورها الأهم والمتعلق بجانب تدقيق العمليات، ألا وهو تحديد وإدارة المخاطر على الأعمال والعمليات، تطوير السياسات والإجراءات، خفض الهدر العام، وزيادة الإنتاجية. إن تعامل الإدارات المختلفة داخل المنظومة بعقل متفتح يبحث عن التطوير سيؤدي بالضرورة إلى إنجاح دور إدارة التدقيق. وعندما تجد إدارة تدقيق فاشلة أو مهمشة في منظومة ما، فتأكد أن الهرم الإداري في تلك المنظومة موبوء بعقليات تحارب التطوير والتغيير، أو تغلب المصالح الآنية والشخصية على المصلحة العامة المستقبلية.

ولو نظرنا للأمثلة الثلاثة التي طرحتها في بداية المقال، ستجد أنه وفي نموذجين منها على الأقل، اعتمدت المنظومة فيها على المدقق المالي الخارجي أكثر من تعزيزها لإدارات التدقيق الداخلي فيها، مما نتج عنه خسائر مادية كبيرة. فالمدقق المالي الخارجي لم ولن يكون صمام أمان لأي منظومة، والأمثلة المحلية والعالمية على الكوارث التي تسبب فيها الاعتماد على هذه الشركات أصبحت بالعشرات، فهذه الشركات هي إتمام لإجراء روتيني تتطلبه أسواق المال لا أقل ولا أكثر.

من يرغب بالفعل في التطوير والحفاظ على أصوله سيعتمد على مقدرات إدارة التدقيق الداخلي، ويجعلها نصب عينيه عند التخطيط الاستراتيجي للمنظومة.