كان لعدد من الأحداث المؤسفة في بيئة الأعمال السعودية مؤخرا، بدءا من شركة المعجل ومرورا بأرامكو وانتهاء بشركة الاتصالات السعودية، دور كبير في تسليط الضوء على أحد الوظائف الإداريةهذه الوظيفة الإدارية التي غالبا ما تكون على شكل إدارة مستقلة تتبع المسئول الأعلى في الجهات الحكومية، أو لرامكو وانتهاء بشركة الاتصالات السعودية، دور بلإدارية التي غالبا ما تكون على شكل إدارة مستقلة تتبع المسئول الأعلى في الجهات الحكومية، أو مجالس الإدارات ومن يمثلهم بالنيابة في الشركات المساهمة، وهي من أكثر الإدارات حساسية والتي غالبا ما يساء تقدير دورها إن تعامل الإدارات المختلفة داخل المنظومة بعقل متفتح يبحث عن التطوير سيؤدي بالضرورة إلى إنجاح دور إدارة التدقيق .
فوظيفة إدارة التدقيق الداخلي تاريخيا نشأت من داخل الإدارات المالية والمحاسبية لمنظومات الأعمال وذلك بغرض الرقابة على الأصول النقدية والعينية والعمليات البنكية من طرف لا يكون جزءا من الإدارة المالية، وهذه الوظيفة الأساسية لا تزال هي الغالبة على تفكير الجمهور عند ذكر وظيفة التدقيق الداخلي. هذا الدور في التدقيق المالي أو المحاسبي Financial Audit هو أحد دورين أساسيين لهذه الوظيفة الإدارية، فهناك دور مهم جدا يلقى على عاتق منسوبي هذه الإدارة وهو التدقيق الإداري Management Audit أو ما يطلق عليه البعض تدقيق العمليات Operations Audit.
وتلعب الصورة النمطية لمهام إدارة التدقيق - كشرطة الأمن الداخلي الذين يهاجمون الجميع بغرض كشف التلاعب - عائقا أمام تحقيق دورها الأهم والمتعلق بجانب تدقيق العمليات، ألا وهو تحديد وإدارة المخاطر على الأعمال والعمليات، تطوير السياسات والإجراءات، خفض الهدر العام، وزيادة الإنتاجية. إن تعامل الإدارات المختلفة داخل المنظومة بعقل متفتح يبحث عن التطوير سيؤدي بالضرورة إلى إنجاح دور إدارة التدقيق. وعندما تجد إدارة تدقيق فاشلة أو مهمشة في منظومة ما، فتأكد أن الهرم الإداري في تلك المنظومة موبوء بعقليات تحارب التطوير والتغيير، أو تغلب المصالح الآنية والشخصية على المصلحة العامة المستقبلية.
ولو نظرنا للأمثلة الثلاثة التي طرحتها في بداية المقال، ستجد أنه وفي نموذجين منها على الأقل، اعتمدت المنظومة فيها على المدقق المالي الخارجي أكثر من تعزيزها لإدارات التدقيق الداخلي فيها، مما نتج عنه خسائر مادية كبيرة. فالمدقق المالي الخارجي لم ولن يكون صمام أمان لأي منظومة، والأمثلة المحلية والعالمية على الكوارث التي تسبب فيها الاعتماد على هذه الشركات أصبحت بالعشرات، فهذه الشركات هي إتمام لإجراء روتيني تتطلبه أسواق المال لا أقل ولا أكثر.
من يرغب بالفعل في التطوير والحفاظ على أصوله سيعتمد على مقدرات إدارة التدقيق الداخلي، ويجعلها نصب عينيه عند التخطيط الاستراتيجي للمنظومة.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
عزيزى الاستاذ / خالد اشكرك على المقال الهام والذى يجىء فى تيار هام يدعو الشركات ورجال الاعمال الى التنويه بأهمية التدقيق الداخلى للشركات والمؤسسات واعتباره ليس ترفا ..... ولكن على النقيض من ذلك اجد العديد من شركاتنا ترى ان التدقيق ترفا وامرا ليس بالاهمية المطلوبة حتى ان احدى الشركات الكبرى - واعرفها جيدا - قامت بتسريح ادارة التدقيق الداخلى والمكونة منذ سنتين فقط ...!! فى سابقة غريبة وتبن لاى مدى ينظرون الى هذه الادارة - بالرغم كم مهنيتها الواضحة - ويحدث هذا لتلك الادارة فقط .... للاسف اخى الكريم هذا الفكر يسيطر على العديد من رجال الاعمال والشركات ..!! ولنا الله - نحن معشر المدققين والمراجعين - تحياتى وشكرى ... د . جمال شحات
أشكر لك مرورك د. جمال، وأعانكم الله وإخوتنا المدققين ونور بصيرة شركاتنا
أخي الكريم .... خالد الكربي .... شكراً على هذا المقال الرئع الذي يشخص واقع حلقة لا أقول مفقودة ولكن أقول أن دورها شبه مغيب دورها إلى حداً ما في الكثير من الشركات المدرجة ..... لكن شخصياً متفائل بالمستقبل واتوقع أن هناك بروز كبير سيضهر للعيان لماهية دور المراجعة الداخلية بالشركات المساهمة في حماية موارد الشركة سواء كانت نقدية أو غير نقدية .... ومرة أخر شكراً على هذا المقال الرائع
أخي الكريم .... خالد الكلابي.... أرجوا المعذرة عن الخطاء غير المقصود بالأسم .... ودت بود
لك مني كل الود والاحترام أخي سلمان
مقال رائع ولا شك ان كثير من الشركات التي حصل فيها تخبط من المراجع الخارجي كانت تعتمد على المعطيات مما يقدم لها من الشركات فتغض البصر على شركات كبيرة وعريقة ذات تاريخ مالي كبير مما يجعلها تهمل في التدقيق وتجامل الأدارة على حساب ابقائها كمحاسب خارجي لها والأمثلة كثيرة انرون مع ارثراندرسون وشركة ورلدكوم الذي قام المحاسب بتغطية الخسائر بايعاز من رئيس مجلس الأدارة لعدة سنوات لتعلن افلاسها بسبب تلاعب رئيس مجلس الأدراة.هذه من ناحية ومن ناحية اخر التدقيق الداخلي مع ان دوره مهم وكا ذكرت اخي الكريم بالمقال الرائع الا ان ما حصل مع بنك اوف اميركا من تحقيق خسائر فاقت ال 2 مليار دولار كان تحت موافقة ومرأى المراقبيين الداخلين المستقللين مما يعني مجلس الأدارة وعلى رأسها رئيس مجلس الأدارة هو من يتحمل تبعات قراراته والله اعلم وشكرا لك على المقال الرائع.
أشكرك أخي محمد، حقيقة الموضوع متشعب والأمثلة التي ذكرتها تصب في صميم الفكرة. وطرحك بخصوص Bank of America صحيح ومهم. لك مني كل التقدير،،،
يعطيك العافية مقال مهم ومفيد ... المشكلة في الوعي أعرف اناس اصحاب مشاريع كثيرة وليس لديهم محاسب وهو من يدير المشروع مع ابنائهم بطرق بدائية ..!! وفي الأخير تحدث اختلاسات وسرقات كبيرة يتضررون منها ,,,, والسبب عدم وجود الوعي
مع الشكر لكاتب المقال ادارة المراجعة الداخلية يجب ان تكون قوية و ان تكون قوتها من ضمن الصلاحيات التى تمنح لها من قبل مجلس الادارة/لجنه المراجعه. مع الاسف ان الاهتمام بهذا الموضوع بين ناس لاتفهم دور المراجع الداخلي و بين جهات حريصه على الفساد و تخشى من وجودها. من المهم التاهيل العملي و العلمي لهذة المهنة.