أزمة الغذاء.. مشكلة عرض أم طلب؟!

04/10/2012 8
عبد الحميد العمري

تتحدث وزارة الزراعة حول الأزمة الأخيرة للحوم والدجاج والحبوب بما يمكن القول عنه إجمالاً إنه أزمة غذاء محلية! وأنّه ناشئ عن زيادة مفرطة في الطلب، وأن الأسواق المحلية بالعرض الراهن شبه مستقرة في أدئها، وإن حدثت أزمات فمصدرها آتٍ من الخارج بسبب ندرة الأمطار في الدول المصدرة، وتفاقم المجاعات في مختلف البلدان المنتجة للغذاء. هل هذا صحيح؟ أو لنقل، هل هذا تبرير دقيق؟

بالنظر إلى النمو السكاني لدينا خلال العقد الماضي (2001-2010م) فقد بلغ متوسطه %3.4 (لغير السعوديين %5.1)، قابله لنفس الفترة انخفاض في معدل نمو الثروة الحيوانية والدواجن بمتوسط نسبة %-2.2، ونمو طفيف جداً في إنتاج المحاصيل الزراعية لم يتجاوز في المتوسط %0.3 (حبوب %-3.9، خضروات %2.0، فواكه وتمور %2.8، وأعلاف خضراء %1.7)، نتج عن التراجع لنفس الفترة في مساحة المحاصيل الزراعية بمتوسط %-3.3، بسبب التغير المهم في الرؤية تجاه الثروة المائية التي تعرضتْ للانخفاض خلال الفترة 1981-1990م كنتيجة لزيادة استهلاكها غير المجدي اقتصادياً، وكانت تلك المساحة قد نمت في ذلك العقد بأكثر من %21.7 في المتوسط. وبالنسبة للقضية المشتعلة فصولها الآن (اللحوم الحمراء، والدواجن) فلم تتجاوز متوسطات نمو إنتاجها لنفس الفترة أكثر من %0.8 بالنسبة للحوم، فيما تراجعت للدواجن بمتوسط %-0.7. آتي أخيراً للواردات من الحيوانات والمنتجات النباتية، لنجد أنها ارتفعت كقيمة بمتوسط %25، غير أنها لم تتجاوز كأوزان %13.

إذاً باختصار؛ كما توضح الإحصاءات أعلاه أن نمو الطلب الطبيعي لم يقابله نمو في العرض يلبي هذا الطلب المتنامي بدفعٍ رئيس من النمو السكاني، وأن جزءاً كبيراً من حجج وزارة الزراعة لم يكن في محلّه، وإن كان في جزءٍ منه مقبول، ولكنه لا يمكن أن يكون فقط السبب الوحيد أو الأبرز لتبرير الأزمة الراهنة. حينما يتم التعرّف على الأسباب الجوهرية لأي تغيراتٍ تطرأ في الأسواق، تكون قد تعرّفت على الحلول! فهل من حلول عوضاً عن التبريرات الواهية؟!