ألو.. ألو 905

13/09/2012 7
عبد الحميد العمري

اعْلم أن صوت هذا الشاب السعودي الذي يرد عليك ليقدّم لك الخدمة التي تريد، هو صوت رجل جريح، رجل يحمل في قلبه جرحاً غائراً، وهموماً تنوءُ بها العصبة أولي القوّة. إنّها «غصّةٌ» في قلب كل موظفٍ من موظفي مراكز العناية بالعملاء (905) البالغ عددهم أكثر من 500 موظف، كانوا من منسوبي شركة الاتصالات السعودية، وأصبحوا اليوم بدعوى «التعهيد» في عداد من هم تحت إدارة شركة إيجز الهندية (يا تُرى هل رأسمالها مملوكٌ بالمناصفة بين الشركة السعودية والشركة الهندية أمْ لا؟! لتكتمل لدينا الصورة حول صناعة التعهيد هذه).
تجلّتْ الحقائق أمام الناظرين من داخل الشركة ومن خارجها، وتأكّدتْ الآلام الثقيلة الهمّ على كاهلِ شبابٍ «كان» طموحاً ذات يوم في أحضان شركةٍ سعودية رائدة، أمّا اليوم ومنذ أن قامت شركة الاتصالات السعودية في مطلع العام الفائت بإنهاء عقودهم، وحرمانهم حتى من خيار القبول أو الرفض، وليُجبروا على توقيع عقودٍ جديدة مع الشركة الهندية، وإلا فإنهم لوظائفهم فاقدون! صورةٌ تراجيدية لما يجري لدينا في سوق العمل المحلية، يؤلمك أكثر وأكثر أنها جرتْ ومازالت فصولها القاتمة مستمرة في واحدةٍ من أكبر الشركات السعودية، الشركة الرائدة التي أسهمتْ في تعزيز نمو واستقرار الاقتصاد الوطني، ووصلتْ مساهمتها فيه للفترة 2000-2011م إلى أكثر من 107 مليارات ريال، وأتتْ عن جدارةٍ ضمن الشركات الحائزة على جائزة التميّز في توطين الوظائف بما فاق %91.
أعودُ هنا للتذكير بقضية إخوةٍ لنا في الدين والوطن للمرة الثالثة طامحاً، وموظفو مراكز العناية بالعملاء (905) قبلي، في الإدارة العليا الجديدة للشركة، التي شهدنا جميعاً منذ توليها دفّة قيادة (شركتنا) السعودية للاتصالات آثار صنيعها الإيجابي، بدءاً من إعادة هيكلة قياداتها الوطنية بالكفء منهم، وصولاً إلى النتائج المالية اللافتة مؤخراً، أؤكد أن طموحاً مشروعاً يسكن جوانح كل موظفٍ من موظفي مراكز العناية بالعملاء (905)، غايةُ حلمه العودة لأحضان شركته الوطنية فقط.