ظهرت نتائج الشركات عدا عدد محدود من الشركات لا أفهم سببا لتأخر نتائجها. وعند قراءتي إعلانات الشركات استوقفني بعضها وكان مثيرا للاهتمام سواء من حيث أصل الإعلان أو طريقة عرضه، وفيما يلي بعض التعليقات على تلك الإعلانات:
لا تزال بعض الشركات تعلل انخفاض أداء الربع الرابع بالأزمة المالية. وأحب أن أنبه إدارات تلك الشركات بضرورة حضور دورات في الأزياء ومتابعة الموضة! لأن الأزمة المالية كانت موضة الربيع الماضي ونحن اليوم في الشتاء! المفهوم لدى الجميع أن الاقتصاد السعودي قوي جدا وتأثره بالأزمة محدود، إضافة إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لضمان استمرار النمو كان لها أثر جيد في تقليل أثر الأزمة بشكل كبير. المشكلة أن تكون تلك الشركات تعمل في قطاعات تتأثر إيجابيا وبشكل مباشر بخطط الدعم الحكومي ومع ذلك تعلن أن الأزمة سبب في استمرار انخفاض أرباحها. أنصح تلك الشركات أن تربط ضعف أدائها بمشكلة المخصصات أو الحوثيين أو أيّة نغمة رائجة هذه الأيام. فإذا فقدت الربح فلا أقل من أن تظل على الموضة!
شركات أخرى تعلن وبكل جرأة أن سبب انخفاض أرباحها هو صيانة غير مجدولة. طبعا هذه الصيانة ليست تقريراً سرياً على مكتب المدير، ولكنه توقف عن العمل في المصنع يعلم به جميع العاملين في المصنع من المدير إلى الحارس. الذي لا يعلم عن تلك الصيانة مَن لا يعمل في ذلك المصنع وليس له قريب أو صديق يعمل فيه. ولذلك يقوم من يعلم ببيع أسهمه على مَن لا يعلم. أليس من الأولى لمثل تلك الشركات أن تعلن عن مثل هذا التوقف لحظة وقوعه؟ لأنه إذا كان سبب انخفاض الأرباح هو الصيانة، فالواجب الإعلان عنها وإذا كانت الصيانة غير مؤثرة فلماذا يربط بها انخفاض الأداء؟
هناك شركات خسرت ولا تزال تخسر منذ سنوات طويلة. والطريف في الأمر أن الذي لاحظته في إعلانها عدم إشارتها إلى سبب الخسائر. يبدو لأن كل الأعذار استهلكت سابقا ولم يعد هناك مزيد من الأسباب. وحين عدت إلى الإعلانات السابقة وجدتها تنحصر في عبارتين «انخفاض خسائر الشركة» و»ارتفاع خسائر الشركة». ومن واجب إدارة الشركة أن تفكر بطريقة مختلفة وأن تطرق أبوابا جديدة لاستثمار الأموال القليلة المتبقية من أموال المساهمين.
طبعا لا توجد شركة واحدة تعلن أن سبب الخسائر هو ضعف الإدارة أو خطأ الاستراتيجية التي أعلنت عنها سابقا. فإذا تحسّن أداء الشركة فهو يربط فورا بالاستراتيجية التي رسمتها الإدارة. وإذا كان هناك انخفاض في الأداء فهناك مائة «شماعة» من الممكن أن يعلق عليها ضعف الأداء. ومن الإعلانات الطريفة في هذا الصدد أن يكون الإعلان كالتالي «انخفضت مبيعات الشركة لأن الشركة رسمت استراتيجية جديدة تؤثر في الأداء الحالي، ولكنها ستنال ثمارها السنوات القادمة» وتأتي السنة القادمة لترسم سياسة جديدة و»ياليل ما أطولك». ودمتم.
يعطيك العافية استاذ عبدالله تعودنا في كل إعلان من شركاتنا انها تحاول ترقيع الاخطاء باعذار بعيده عن الواقع واصبح لدينا سوء النية في إدارة هذه الشركات هو الأصل للاسف.