المنافسة شديدة في سوق الكابلات السعودي على حسب شركة "مسك"

19/01/2010 2
محمد الخليص

لفت انتباهي التوضيح الذي أوردته شركة "مسك" اليوم تعقيبا على نتائجها المالية حيث قالت أن انخفاض اجمالي الربح خلال الربع الرابع يعود للمنافسة الشديدة في سوق الكابلات وانخفاض اسعار البيع. ولمن لا يتابع الشركة فإنها قد حققت خسارة قدرها 18.2 مليون ريال خلال الربع الاخير من السنة  مقارنة بارباح قدرها 13 مليون ريال و 30 مليون ريال و 26 مليون ريال للارباع الثلاثة الاولى من العام على التوالي...

اجمالي الربح هو الربح المحقق قبل خصم المصاريف الادارية والعمومية وكلفة التمويل والزكاة ويمثل الفرق بين المبيعات وتكلفتها (المواد الخام والعمالة والاستهلاك) وبالتالي فإن انخفاض سعر البيع مع بقاء التكلفة ثابتة يؤدي الى انخفاض اجمالي الربح (هوامش الربح).

خلال النصف الثاني من عام 2009 ارتفعت بشكل عام مدخلات الانتاج من نحاس وبلاستيك ويبدو ان الشركات التي تعمل في القطاع لم تستطع رفع أسعار المنتجات النهائية بنفس النسب بسبب المنافسة.

يوضح الجدول أعلاه كيف تراجعت هوامش الربح خلال النصف الثاني من عام 2009 فمثلا خلال الربع الثالث كان هامش الربح هو 17 % فقط وهو رقم منخفض جدا (تاريخيا الشركة تحقق هوامش ربح بين 20 الى 25 %)، ولا يمكن حساب هامش الربح للربع الرابع بسبب عدم توفر حجم المبيعات لكن بكل تاكيد فإنه كان اقل من 15 %.

أحد منافسي شركة مسك هي شركة الكابلات السعودية المدرجة ايضا في السوق والتي ستعلن نتائجها المالية مساء اليوم أو غد، وسنرى بالفعل حجم المنافسة حيث انه اذا كان توضيح مسك دقيقا فإننا سنلحظ نفس الاتجاه في نتائج شركة الكابلات وهو انخفاض هوامش الربح.

هناك ملاحظتين هامتين، الأولى تخص شركة "مسك" والتي قالت في بيانها لنتائج الربع الثالث 2009 المنشور على موقع تداول، مايلي "والجدير بالذكر أن الشركة قد حصلت مؤخرا على بعض المشاريع وجاري العمل على تصنيعها مما سينعكس ايجابا على نتائج الربع الأخير من السنة باذن الله" .. انتهى ... وهي مشكلة يواجهها كثير من المتعاملين فيما يخص الجمل الانشائية الفضفاضة التي تستعملها بعض الشركات في بياناتها والتي يتضح لاحقا انها مجرد تطمينات وجمل عامة لا تغني ولا تسمن من جوع.....

الملاحظة الثانية، أنه وفي نفس الوقت التي أعلنت فيه "مسك" عن نتائجها فإن شركة اخرى من كبرى شركات الكابلات في المنطقة وهي "الكابلات العمانية" قد قامت بالاعلان عن نتائجها ايضا (يبلغ حجم كابلات عمان ضعف حجم شركة مسك تقريبا).

أظهرت نتائج "الكابلات العمانية" أن الربع الرابع كان الأفضل لها من ناحية المبيعات والارباح كما شهدت عمليات الشركة تصاعدا منتظما طوال عام 2009 بعد الانتكاسة التي تم تسجيلها في نهاية عام 2008 على خلفية الأزمة العالمية.

وتدل النتائج الجيدة للكابلات العمانية ، التي تتركز أسواقها في السلطنة والخليج والهند وجنوب آسيا، على أن المنافسة الشديدة تتركز في السوق السعودي حيث يوجد عدد كبير من الشركات التي تعمل في صناعة الكابلات مثل "كابلات الرياض" و"مسك" و"الكابلات السعودية" وشركات اخرى أصغر حجما،هذا عدى عن الشركات الاقليمية التي توجه جزءا من انتاجها للسوق السعودي مع العلم أن اغلب هذه الشركات قام بعمليات توسعة خلال السنوات الماضية مما أدى الى زيادة الطاقات الانتاجية.