ألسنا جزء من هذا العالم ؟؟

19/12/2009 5
فهد الحسن

المتابع للصحافة السعودية والمنتديات الاقتصادية يستغرب حقيقة عما يكتب فيها عن مشكلة السوق السعودي والأزمات العالمية التي تحدث في دول أخرى وأننا لسنا مرتبطين بها وليس لنا أي علاقة أو ناقة في تلك المشاكل المالية أو السياسية التي تمر بها تلك الدول ابتداء من الأزمة الاقتصادية العالمية مرورا بأزمة ديون سعد والقصيبي وأخيرا أزمة دبي وشركتها دبي العالمية.

إن المتابع العاقل لمجريات الأمور يجزم أننا جزء من هذا العالم وأي حدث كبير يحصل به نتأثر سواء بطريق مباشر أو غير مباشر رضينا أم لم نرضى فمصدر دخلنا هو النفط وهذه السلعة من أكثر السلع تأثرا بالأحداث الاقتصادية والسياسية وأموالنا اغلبها في خارج المملكة خاصة الحكومية، وتذبذبات الأسواق العالمية تؤثر على الاحتياطيات لدينا ومكونات السوق لدينا لها نصيب من الاقتصاد العالمي واتجاهاته ابتداء من القطاع البتروكيماوي والبنكي وانتهاء بقطاع الصناعة والذي نصدر بعض إنتاجه للدول المجاورة والبعيدة. ومع كل هذا يرى بعض المستثمرين أو الكتاب إن هناك من يتآمر على السوق ومن يتخذ من أي أزمة خارجية شماعة لهبوطه وان المفترض منه هو الصعود والصعود المستمر!.

عندما نعود بالذاكرة إلى بداية الأزمة العالمية كانت سابك تحقق أرباح ربعية تصل إلى سبعة مليارات ريال والربع الذي تلا بداية الأزمة المالية مباشرة لم تحقق سوى 300 مليون ريال أليس هذا بسبب مباشر من الأزمة العالمية ؟؟ الم نرى مخصصات كبيرة للبنوك بسبب الأزمة المالية العالمية ومن ثم مخصصات كبيرة بسبب مشكلة ديون مجموعة سعد والقصيبي؟ ألم نقرأ ونسمع تصريح مباشر لمحافظ مؤسسة النقد السعودي أن انكشاف البنوك السعودية على شركة دبي العالمية هو حوالي مليارين وسبعمئة مليون ريال حسب ما ذكر موقع أرقام ؟ أليس هذا المبلغ كبير بالمقارنة مع أرباح البنوك الربعية ؟ أليس وضع مخصصات لهذا المبلغ في ربع واحد كفيل بإنزال أرباح البنوك وبالتالي هبوط السوق ؟.

عندما بدأت ظهور بوادر على انتهاء الأزمة المالية العالمية الم تظهر لنا أزمة القصيبي وسعد وعندما انتهت أزمة سعد الم تظهر أزمة دبي؟ فلماذا لا يخشى كبار المستثمرين من ظهور أزمة أخرى ولذلك فضلوا الانتظار خارجا لحين مرور وقت كافي يضمن عدم ظهور منغصات جديدة متعلقة بالأزمة العالمية ولهذا السبب نرى السوق يراوح مكانه والسيولة ضعيفة. ومن ناحية أخرى لم أشاهد نزول كبير للسوق بسبب أزمة القصيبي وسعد وبعدها أزمة دبي والتي تم حلها سريعا وارتد السوق من بعدها إلى مستويات قريبة من إقفال ما قبل عيد الأضحى وأزمة دبي فلماذا التذمر؟.

عندما نقرا لبعض الكتاب نجدهم يطالبون الدولة (ولا ادري ما دخلها) وكذلك كبار المستثمرين برفع السوق دائما وعدم توقفه ماداموا داخله وان التضخم في الأسعار مطلوب (لتعويض خسارة سابقة أو ربح فات) وان الهدوء والترقب ليس سبيل الراشدين ودمتم سالمين.