تعلموا الشفافية من مسقط..

07/12/2009 1
انور صالح

يوم أمس و قبل بدء التعاملات في سوق مسقط تسابقت البنوك العمانية في الاعلان عن مدى تعرضها لديون مجموعة " دبي العالمية "، هذا ليس جديدا في مسقط فالافصاح هناك له مبدا واضح يقوم على عدالة توفر المعلومات لجميع المتعاملين.

عند مطالعتي لهذه الإعلانات عادت بي الذاكرة لتصريحات محافظ مؤسسة النقد السعودي " الجاسر " للصحافة حول إفصاح البنوك خارج السعودية عن مدى انكشافها على ديون مجموعتي " القصيبي و سعد " حين قال مقولته الشهيرة " إن ذلك محاولة لتشويه سمعة الاقتصاد السعودي ".... اتساءل ما وجهة نظر السيد المحافظ حول إفصاح مسقط هذه المرة ... هل تستهدف تشويه سمعة الاقتصاد الإماراتي ؟؟!!

تعرض البنوك العمانية لديون مجموعة " دبي العالمية " كان محدودا كما أظهرت الأرقام، حيث بلغ حجم الانكشاف في مجموعة 32.3 مليون ريال عماني أي حوالي 4  بالألف من حجم القروض المجمعة للبنوك العمانية ( تعادل حوالي 315 مليون ريال سعودي )، فهل اكتفوا الأخوة في مسقط بذكر هذه الارقام الاجمالية فقط؟.. بالطبع لا فمن حق المتداول في مسقط ان يعرف توزيع هذه المبالغ و أي البنوك اكثر انكشافا.. ( في السعودية هذا أقصى ما يستحق أن يعرفه المتداولين!! ) .

الشفافية المتبعة في سوق مسقط للأوراق المالية ساهمت في حصولهم على ثقة المستثمرين حيث كانت داعما لجذب الاستثمارات الأجنبية، فحتى في الكوارث أثبتت إدارة سوق مسقط تمسكها بالمبادئ، فعندما تعرضت سلطنة عمان لكارثة إعصار جونو المأساوية في منتصف العام 2007، توقف السوق المالي في مسقط لمدة ثلاثة ايام و بعد استئناف العمل كان أول ما قامت به إدارة السوق ان طالبت الشركات المتداولة بضرورة الافصاح عن حجم الاضرار التي اصابتها، و على راسهم شركات التامين، وذلك حتى يتسنى للمتعاملين اتخاذ القرار الاستثماري المناسب... ( هنيئا لهم مستوى الشفافية العالية .. فهل نتعلم منهم؟؟ )

نحن اليوم نعيش كارثة جدة كان الله في عون أهلها... فهل سنجد افصاحات رسمية من شركات التامين ومدى تأثرها؟ ( هذا ما نتمنى ) أم سنكتفي بالتخمينات وننتظر المفاجآت كالعادة...