منحة أسهم

31/10/2009 1
عبد الله الرشود

يقول المثل الشعبي ''شي ببلاش ربحه بين'' والفكرة أن أي استثمار تكلفته صفر فعائده (ما لا نهاية) حسب ما تقول قواعد الرياضيات. والناس عندنا مولعة بشيء اسمه منحة فحين تعلن منحة أراض يطير الناس بقضهم وقضيضهم للحصول على تلك المنح. وتدخل الواسطة ويظهر للإنسان أبناء عم وأبناء خال! وحين تعلن منح دراسية تكاد لا تجد موقفا عند وزارة التعليم العالي ويصبح موظفو الوزارة أهم من موظفي الخطوط قبيل إجازة الصيف!

وحين تعلن شركة ما منح أسهم يطير سعر السهم اعتقادا أنها أسهم مجانية على طريقة اشتر واحد والثاني مجانا. والحقيقة أن موضوع توزيع منحة أسهم هو موضوع مثار جدل بين المحللين فكثير من الشركات توزع منحة أسهم بدلا من النقد لأنها لا تستطيع توزيع أرباح نقدية إما لحاجتها للنقد لمشاريع مستقبلية فيها مصلحة المساهمين أو لحاجتها للنقد لمشاريع مستقبلية فيها مصلحة لبعض المساهمين أول لأن أرباحها غير حقيقية.

فمن المحللين من يرى أن توزيع أسهم منحة لا يضيف أي قيمة للمساهم لأن القيمة الكلية للشركة لم تتغير فبينما زاد عدد الأسهم المملوكة للمساهم بنسبة معينة إلا أن قيمة كل سهم انخفضت بتلك الزيادة نفسها لتبقى المحصلة عدم إضافة أية قيمة فعلية للمساهم. ويضربون لذلك قصة طريفة وهي أن رجلا دخل مطعما وطلب فطيرة بيتزا وحين جهزت الفطيرة سأله البائع: هل تريد أن أقسمها إلى أربع قطع أو إلى ثماني قطع فقال الرجل الحقيقة إنني جائع جدا فاقسمها إلى ثماني قطع من فضلك فبينما زاد عدد القطع بقيت الكمية نفسها.

وهناك آخرون يرون الأمر مختلفا أشبه ما يكون بمن خيروه بين الزواج من امرأة عمرها 50 عاما أو من امرأتين عمر الواحدة 25 عاما! والفكرة أنه كلما كان الشيء أصغر يزيد الطلب عليه ومن ثم ترتفع قيمته فانخفاض قيمة السهم يزيد من سيولته والسيولة لها قيمة ولذلك من الطبيعي أن يرتفع سعره.

وأنا أميل إلى الرأي الثاني ففي نظري أن منح أسهم مجانية (مع تحفظي على كلمة مجانية) له قيمة إضافية للشركة فمن جهة تزيد سيولة الأسهم الأقل حجما مما يسهل تملكها من قبل عدد كبير من الناس. ومن جهة أخرى يتحسن بعض مؤشرات الشركة وخصوصا تلك المتعلقة بمركزها المالي. ولكن المتداولين لدينا يبالغون كثيرا في تعاطيهم مع منحة الأسهم فيرتفع السهم بالنسبة القصوى بعد الإعلان عن الخبر. (هذا غير الارتفاع الحاصل قبل الخبر). من الصعب تحديد القيمة المضافة لمنحة الأسهم حيث تعتمد على عوامل كثيرة منها عدد الأسهم الممنوحة لكل سهم وسيولة السوق وقيمة السهم وعوامل أخرى تتعلق بسلوكيات ونفسيات المتداولين ولكنها - في نظري - لا تصل بأي حال من الأحوال إلى النسبة القصوى.