ترتفع الأسهم وتنخفض. وتتابعها عيون المتداولين ويرتفع وينخفض معها كذلك ضغط دمهم! ويتساءل الناس عن أفضل الطرق للتعامل في السوق. ويدخل المتداولون دورات تدريبية في التحليل الفني والتحليل الأساسي ليستطيعوا تحقيق أرباح أكثر. وتسمع نظريات كثيرة ومتناقضة في التعامل مع السوق. وينصحك البعض باتباع توجهات السوق على رأي المثل الأجنبي trend is my friend. وتسمع نظرية أخرى بمخالفة توجهات القطيع لتقول ''أقدم حين يحجم الناس'' أو ''اشتر حين يبيع الناس''.
واكتشف صغار المتعاملين أنهم يخسرون في الحالتين فكره الناس السوق وباعوا أسهمهم وأقسموا ألا يعودوا إليه. وحين تحرك السوق قليلا كفروا عن يمينهم وعادوا إلى السوق وحين انخفض مرة أخرى باعوها بخسارة وأقسموا ألا يدخلوه مرة ثانية. وضاعت أموالهم ما بين خسارة أسهم وتكاليف علاج ضغط ومصاريف كفارة يمين!!
ثم ظهرت أصوات تقول أعطي الخبز خبازه ولو أكل نصفه. فكما أن الإنسان يذهب إلى الطبيب للعلاج وللمهندس ليصمم له منزله فالأولى ألا يدير أمواله بنفسه، بل يعطيها للخبير الذي يعلم من أين تؤكل الكتف فأعطيت الأموال لمديري الصناديق ومديري المحافظ المرخصين منهم وغير المرخصين. وأعطوا الناس خبزهم للخباز والشخص الخبير فأكل الكتف وأكل معه الخبز كله!!
والحقيقة أنه لا توجد طريقة واحدة مُثلى للتعامل مع السوق بل تختلف من شخص لآخر فالشخص المتخصص الخبير من الأولى أن يتحرك في السوق بحثا عن الفرص فهذا أفضل له وللسوق، حيث يسهم في زيادة كفاءته. أما الذي لا يستطيع أن يحقق عائدا أفضل من السوق فهو أعرف بنفسه ولا يحتاج إلى أن يخسر لسنوات متتالية ليكتشف ذلك!! وبالنسبة له فإن أفضل طريقة للتداول هي عدم التداول! والفكرة أن يوزع أمواله على عدة شركات ثم يطلّق الشاشة بالثلاث ويقفل الجهاز وينسى اسم المستخدم ويغير كلمة المرور إلى not4sale ويشغل نفسه - ربما - بهواية جمع الطوابع!! ففي دراسة قامت بها جامعة كاليفورنيا على عينة من المتداولين من عام 1994 حتى عام 1998 استطاع المستثمر طويل الأجل أن يحقق عائدا بحدود 18 في المائة سنويا، بينما حقق المضارب أو المتداول السريع في المتوسط عائدا في حدود 12 في المائة سنويا. إن أفضل طريقة لقطع الطريق أمام المضاربين المتلاعبين بالسوق هي أولا عدم الثقة بهم حتى ولو كنت أقرب قريب، لأن هناك دائما من هو أقرب منك إلى قلبه وهو جيبه! ثانيا عدم اتباع نصائحهم، فإذا قيل لك إن مضارب الشركة الفلانية سوف يرفعها فدعه يشتري من نفسه، وإذا قيل إنه سوف يخفضها فدعه يبيع على نفسه. السوق - بإذن الله - سوف يرتفع على المدى الطويل (ليس عندي شك في هذا). وهيئة السوق المالية والجهات الأخرى ذات العلاقة تبذل جهودا ملموسة في زيادة كفاءته فوزع أموالك وضع جزءا منها في سوق الأسهم ودع القيادة وتمتع بالرحلة! ودمتم.
كثير نسمع عن هذي النصيحة والتي يتبلور مفادها اترك الشاشة .. سمعنها حتى من العقيل رئيس جرير .. وعدد من الكتاب .. لكن مين الي يطبق وحنا نشوف اسعار الاسهم في كل مكان الانترنت .. شريط القنوات .. حتى في الشارع نشوفها.... مافي مفر
جود السوق ولا جود البضاعة ، اما الابتعاد عن الشاشة وترك الأسهم فهو غير عملى ، حيث يجب أن يكون لدى المتدوال المرونة الكافية في جنى الارباح والتخارج عند تحقيق 30% وعدم الطمع.