العيد وفقا للفلكيين غدا ووفقا لفقهائنا حين يرى الهلال ووفقا للمتداولين في أسواق الأسهم حين تُرى المؤشرات ترفل في حلل خضراء لمدة طويلة. وعلى الرغم من جو التفاؤل السائد لدى كثير من الاقتصاديين الذي انعكس في المؤشرات العالمية والمحلية مما ربما يجعل العيد عيدين (عيد الفطر وعيد انتعاش الأسواق) إلا أن بعضهم يؤمن بأن هذا الانتعاش مؤقت سببه خطط التحفيز في العالم وأن الأسواق سوف تنتكس وتعكس مساراتها قريبا «وتجيب العيد» بالمعنى الشعبي المعروف!
أحد أشهر هؤلاء المتشائمين هو نورييل روبيني البرفسور في جامعة نيويورك والملقب بالسيد «كساد» لأنه من أشهر الناس الذين تنبأوا ليس فقط بحصول كساد ولكن بحجمه. وهو اليوم لا يستبعد أن تأخذ المؤشرات شكل دبليو وتخسر المؤشرات العالمية 50 في المائة من مستواها الحالي. والتنبؤ بالتوجهات الاقتصادية بشكل عام هو لعبة احتمالات لا أقل ولا أكثر. ولذلك يقال إن (الاقتصاد هو العلم الذي من الممكن أن يتقاسم فيه شخصان جائزة نوبل على نظريتين متناقضتين). والسبب أن التنبؤ بالتوجهات عبارة عن تحليل لمعطيات كثيرة ومتسارعة ومتغيرة في سبيل معرفة المستقبل. هذه المعطيات أولا كثيرة جدا لايمكن أن يحصرها جهاز سوبر كمبيوتر فضلا عن أن يحصرها دماغ آدمي في حجم رأس روبيني أو حتى رأس أوباما (بحكم أن رأسه أكبر حجما!). ثانيا أن هذه المعطيات ذات مزاج متقلب كمزاج امرأة حامل! خذ على سبيل المثال ماحصل أخيرا حول أزمة الإجراءات الحمائية التي فرضتها الولايات المتحدة على وارداتها من إطارات السيارات الصينية. أو الإجراءات التي فرضتها الصين والهند على وارداتها من البتروكيماويات السعودية. ويرى بعض المتشائمين أن مثل هذه الإجراءات قد تقابلها الدول المتضررة بالتفاوض وفي حال عدم الاستجابة قد تتخذ إجراءات حمائية مضادة. قد تتطور مثل هذه القضية من قضية اقتصادية إلى قضية سياسية تستخدم في الحصول على أصوات الناخبين مما يخلق مشكلة في التجارة العالمية، ويعرض الاقتصاد العالمي إلى نكسة. مثال آخر أكده بعض المتشائمين هو حجم الدين الأمريكي الذي بلغ مستوى جديد يصل إلى قرابة عشرة تريليونات دولار وهو يتقارب مع حجم الناتج القومي الأمريكي المقدر بحدود 14 مليارا في عام 2008. هذه معلومة مهمة وتعكس تطورا جديدا للأرقام ولكن السؤال الأهم ما النسبة المعقولة وما النسبة الخطيرة. ففي كتابه «عصر الاضطرابات» سرد ألان جرينسبان عدة عناوين للصحافة الأمريكية بالمانشيت العريض تحذر من مشكلة النسبة العالية للدين مقارنة بالدخل فنشرت مثلا مجلة فورتشن «الدين وصل إلى نسبة عالية ستكون نقطة تحول....» ومثلها عناوين كثيرة تناقلتها الصحافة. ثم أفاد بأن تلك العناوين لم تكن في العام 2008 ولكنها كانت في نهاية الخمسينيات الميلادية وأن نسب الدين تلك استمرت بالازدياد إلى اليوم ولم نصل إلى نقطة التحول بعد أكثر من خمسين عاما. أنا شخصيا لا أتفق مع روبيني وأظن أننا تجاوزنا مرحلة الخطر وسأشرح في الأسبوع المقبل وجهة نظري. وكل عام وأنتم بخير.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
رائع دائما يالرشود .. ولكن ستكون اروع إذا ما تتجنب ذكر "النساء " في مقالاتك
ترى بالفعل نحن على اشراف الخروج من الأزمة نهائيا .. ولكن هناك بعض " الاخبار والاسماء" التي ارتبطت بالازمة ولا نزال تتداول بين الناس ممما يجعلهم يشعرون اانا ما زلنا في الأزمة .. كقضايا سعد والقصيبي .. او البطالة التي دائما ما يتحدث عن " اوباما" أو تراجع الدولار أو غيرها ..... دمتم يالرشود ... نسيتها هذه المرة
اعتقد ان هناك خطأ بسيط وهو ان حجم الناتج القومى الامريكى مقدر ب 14 تريليون دولار وليس 14 مليار دولار فى عام 2008 كما ذكر فى المقال . تحياتى د. جمال شحات