مقولة (هلك الناس)!

30/08/2012 29
عبدالله الجعيثن

أتصفح مواقع النت.. لا يكاد يُعلن عن مشروع جديد.. أو يستكمل آخر.. أو يظهر تصريح.. ونحو ذلك.. حتى يدمدم كثيرون في مواقع (النت) مصدرين الأحكام المسبقة.. والجاهزة.. بوجود الفساد المستشري.. والاتهام بأن ذلك مصالح خاصة.. يستوي في ذلك عمل القطاع العام والخاص.. هناك فئة همها النقد لوجه النقد.. وممارسة هواية (جلد الذات) بلا هوادة.. وبعضهم يصرخ: (هلك الناس)!.. وكثير من هؤلاء ينطقون عن الهوى.. وفيهم شهوة الانتقاد بشراهة.. وبعضهم لا يعمل ولا يريد أن يعمل الآخرون.. هو بارع في السلبية مع انتقاد أي عمل ايجابي.. الانتقاد جاهز!!

* ولهؤلاء الاخوة الكرام نقول: ان سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: (من قال هلك الناس فهو أهلكم).. أي أشدهم هلاكاً.. وفي الحديث أن الخير باق في أمة محمد إلى يوم القيامة.. وقد قرأنا التاريخ طويلاً وتأملنا أحوال المجتمع الإسلامي في العصور الأموية والعباسية وما بعدها.. وبكل وضوح وواقعية أقول إن تطبيق مجتمعنا لشرع الله المطهر هو أفضل من أكثر تلك العصور! لقد كانت الحانات منتشرة على أطراف بغداد قاعدة الخلافة وعاصمتها.. وكان الشعراء يتغزلون بالنساء ويضايقونهن في بيت الله الحرام أثناء الطواف! وقد حاولت امرأة معروفة الطواف في العصر الأموي فلم تستطع لشدة المضايقة فقطعت طوافها وأحضرت أخاها يحميها ومعه سيفه فتحاشاها المتحرشون، فقالت:

(تعدو الذئاب على من لا كلاب له

وتتقي حوزة المستأسد الضاري)

ولا يعني هذا أن مجتمعنا ليس فيه عيوب كثيرة.. ولا يعني أنه لا يوجد فساد في القطاع العام والخاص.. ولكن لا يجوز التعميم والهجوم العنيف الذي يحبط المخلصين والعاملين..

النقد البناء هو الذي يذكر المحاسن والمساوئ.. الايجابيات والسلبيات.. ومع الأسف أكثر ما اقرأه في (النت) يركز على السلبيات والمساوئ ويراها بمجهر ويكبرها ويزيد فيها ويعيد وهذا ليس للمصلحة أبداً..

الواقعية والإنصاف والإشادة بالعاملين والنقد البناء تلك هي سبيل الإصلاح.