«تداول» في إجازة طويلة ..!!

29/08/2012 2
ثامر السعيد

انقطع سوق الأسهم السعودية "تداول" 10 أيام بسبب إجازة عيد الفطر المبارك، أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والمسرات، يتزامن مع غياب السوق المالية في الإجازة غياب هيئة السوق المالية وشركة السوق المالية "تداول" لتزامن إجازاتها الرسمية مع إجازة الدولة والبنوك إلا أن تزامنها معها ومع المصارف وهو ما يجعل السوق المالية أيضا تتغيب لفترة طويلة خلال الإجازة يفقد السوق المحلية صفة من الصفات الأساسية لأسواق المال وهي الاستمرارية وقدرة الوصول إلى النقد بأسرع السبل وأيسرها فقط، لأن السوق المالية مغلقة وأيضا يفقد السوق الصفة الاستمرارية والديمومة حيث من المتعارف عليه أن للأموال المستثمرة فرصا بديلة ولها تكلفة على المستثمر في ظل الغياب،حيث تجاوز إجازة عيد الفطر وإجازة عيد الأضحى بعدد أيامها عدد أيام إجازات أغلبية الأسواق المالية العالمية إن لم يكن كلها.

أيضا فإن هذا الغياب يؤثر على قرار المستثمر والمهتم والمتابع وخصوصا إذا ما كان الحديث عن بناء سوق مالية تطور إلى بورصة وتفتح أمام المستثمرين الأجانب فإن مثل هذه الإجازات تثير التحفظ وتزيد من الحيرة لدى المستثمر كون أن مدة الانقطاع التي تشهدها السوق طويلة قد يشهد العالم خلالها تغيرات جوهرية ذات تأثير على الاقتصاد أو السياسة في العالم وهي أحداث ذات أثر مباشر على الأسواق المالية.

وبالتالي سيكون لها أثر مضاعف على السوق السعودي الذي بقي المستثمر فيه والمهتم له في حالة ترقب ومتابعة للعالم حتى عودة السوق وبعد ذلك يترجم هذا الترقب والانتظار على السوق بشكل مضاعف عما حدث فعلا في الأسواق العالمية لأن فترة التعبئة كانت طويلة والمؤثرات النفسية عديدة خلال هذه الإجازة ومن تابع السوق المالية قبل اندلاع الأزمة المالية العالمية يتذكر أن شرارة الأزمة المالية العالمية كانت والسوق المالية السعودية في إجازة، واستمر المتابع للحال الاقتصادي العالمي في حال تعبئة ومؤثرات نفسية حتى عاد التداول بعد الإجازة وكانت آثار الأزمة واضحة وقوية ومباشرة بعد عودة السوق وبعد العديد من الأخبار السلبية والتي كان أهمها إفلاس بنكي بيرز وليمان. وأيضا فإن المتابع لنشاط السوق المالية "تداول" في الأسبوع الأخير يجد أن نشاط السوق في الأسبوع الأخير قد تراجع بنسبة 16.5 بالمائة إذا انخفض نشاط التداول في 13 قطاعا من أصل 15 قطاع بنسب متفاوتة وصلت إلى ما يزيد عن 30 بالمائة في بعضها، وهذا دلالة على أثر طول الإجازة على قرار المتابع والمستثمر لأن الأغلبية المتداولة في السوق المحلية ليسوا من الذين يرتب لهم استثمار تقاعدي على سبيل المثال، فالكل يعمل على خطة طويلة الأمد إنما طبيعة المستثمرين في السوق المحلية العكس في أغلبيتهم.

وقضية أخرى تختص بالإجازات فإن غياب السوق السعودي أيضا خلال عطلة نهاية الأسبوع يومي الخميس والجمعة وغياب الأسواق العالمية خلال يومي السبت والأحد يفقد السوق المحلية التفاعل مع الأسواق لأربعة أيام ويضفي على السوق تذبذبا عاليا بعد العودة من عطلة نهاية الأسبوع وتحركا كبيرا كردة فعل يومين سابقين