هل تنجح أبو ظبي في سوق أشباه الموصلات الصعبة ؟؟

08/09/2009 4
د. أحمد المزروعي

أعلنت شركة استثمارات التكنولوجيا المتطورة (آتيك) والمملوكة بالكامل لحكومة أبو ظبي يوم أمس أنها وافقت على الاستحواذ على "تشارترد سيمي كوندكتورز" السنغافورية مقابل 3.9 مليار دولار بما فيها الديون على الشركة.

شركة "تشارترد" هي ثالث أكبر شركة في العالم في صناعة سبائك ورقائق أشباه الموصلات التي تستعمل في صناعة الالكترونيات بمختلف أنواعها (كمبيوترات هواتف نقالة ... الخ).. وللتقريب فإن هذه الصناعة يمكن تشبيهها بأعمال المقاولات حيث يتم تصنيع الالكترونيات لصالح شركات اخرى لا تمتلك مصانع (أكثر من نصف شركات أشباه الموصلات لا تمتلك مصانع بنفسها)

بالرغم من ان "تشارترد" هي ثالث أكبر شركة في العالم في هذه الصناعة إلا أنها ظلت تعاني من مشاكل كبيرة نظرة للسيطرة المطلقة للشركات التايوانية الكبيرة مثل "تايوان سيمي" و "يو إم سي" في صناعة تتسم بالتقلبات الكبيرة والانفاق الرأسمالي العالي التي يتطلبها التطور التكنولوجي المستمر..

وقامت الحكومة السنغافورية في العديد من المرات بالتدخل لدعم الشركة عبر ضخ الأموال عن طريق صندوقها السيادي "تيماسك" الذي يملك 62 % من أسهم الشركة والذي يبدو انه وجد أخيرا الحل النهائي عبر بيع الشركة بكل مشاكلها إلى الشركة الظبيانية وشطب الطموحات بأن تصبح لاعبا أساسيا في هذه الصناعة..

هذا هو الاستثمار الكبير الثاني لشركة "اتيك" في هذه الصناعة حيث تمتلك أيضا حصة 66 % من جلوبال فاونديريز بالمشاركة مع شركة اي ام دي الامريكية (34 %)، وعلى نفس المنوال فإن اي ام دي هي اللاعب الأضعف في صناعة معالجات الكمبيوتر الذي تسيطر عليه شركة "انتل" منذ أكثر من 15 سنة...

إذن فإنه من الواضح أن شركة "اتيك" تراهن على أن تظافر هاتين الحلقتين الضعيفيتين في صناعة أشباه الموصلات لينشأ منها شركة أكبر ذات موارد أعلى تؤهلها لأن تصبح ثاني شركة في هذا المجال بعد تايوان سيمي..

 وهو رهان صعب بكل تأكيد فلا تشارترد سيمي ولا اي ام دي استطاعا أن يتركا بصمة واضحة في هذه الصناعة سوى لفترات قليلة في الماضي ولا شركة "اتيك" تمتلك الخبرات الكافية في هذه الصناعة وإن كانت في المقابل تمتلك الأموال الكافية..

ولذلك سننتظر نتائج هذا الرهان خلال السنوات القادمة وما إذا كان هذا الاستثمار في محله أم أنه استثمار في المكان الخاطئ..