صباحك كله خير سعادة مدير السياسات الاقتصادية، هاتفك يرن؛ مدير مكتب معالي الوزير: صباح الخير أبو فلان، حبيت أتطمّن منك عن التقرير اللي طالبه منك معالي الوزير قبل يجي؟ عسى الشغل ماشي مثل ما هو مرتّب! أكيد سيسألني عنه أوّل ما يوصل مكتبه. أنت: أهلاً أهلاً فيك، أطمّنك طال عمرك العمل على التقرير ماشي وفق الترتيب، انتهينا من تبويب وتلخيص جميع الحالات، والتقرير سيكون جاهزاً قبل نهاية الأسبوع إن شاء الله. مدير المكتب: موفّق، أخبار ممتازة، والعفو منك أنا مُكلّف من معاليه بمتابعة هذا الموضوع تحديداً.. تحياتي لك.
لا شكَّ أنها مكالمة ترفع معنوياتك كثيراً أمام السيل العرم الذي وجدته بالأمس على مكتبك من قضايا ومواضيع اقتصادية عديدة! وعليك الآن أن تحدد أيّ القضايا تبدأ بها حسب الأهمية، المشكلة أنها كلها تقريباً تحمل نفس درجة الأهمية.
تُفاجأ بأن أغلب القضايا الملخصة الآن في المسودة الأولى تفتقر إلى بيانات وإحصاءات حديثة! كيف تتعامل مع صدمة المكالمات مع الزملاء في إدارة الإحصاء والمعلومات بعدم توافرها؟! الملفت بالنسبة لك: على أي أساس تمَّ إعداد أوراق الأمس؟ تُعيد النظر إلى بعضها فتجد أغلب إحصاءاتها مضى عليه حينٌ من الدهر. ما الحل أمام هذه الورطة التي لم تكن على البال؟ يزداد الضغط النفسي عليك؛ حينما تذكّرت مكالمتك مع مدير مكتب معالي الوزير صباح اليوم، وأن العمل على إعداد التقرير يسير على ما يرام! وهو الآن لا على ما يرام ولا يحزنون! من المحرج جداً أن تغيّر كلامك!
تنفرج أساريرك! لقد تذكّرت كلمات لمعالي الوزير: اعمل بما لديك من إمكانات وإن كانت محدودة! المهم أن تُنجز! تخاطب نفسك: نعم سأُعد التقرير بما هو متوافر من بيانات وإن كانت قديمة، وإن معاليه سيُثمن هذا كثيراً، خاصةً وأنني عملتُ بمبدئه العملي الذي دائماً ما يذكّرني وزملائي به.. سأكمل تقريري دون قلقٍ أو ملل.