الإنسان السعودي.. مزيداً من الخيارات!

25/07/2012 1
عبد الحميد العمري

ونحن نتحدّث عن هذا الشريك والركيزة الرئيسة لوجودنا على سطح الأرض، ممثلاً في كل فردٍ من كيان هذا الوطن العظيم؛ يستقر منه نحو 900 ألف شاب وشابّة في قاعات جامعاته، وخلفهم نحو 6.5 مليون طالب وطالبة في أروقة التعليم العام، ومن حولهم كجزءٍ شريك في النسيج الاجتماعي السعودي ما يُكمل 28.4 مليون نسمة، ومن ضمنهم شركاؤنا في حياتنا من المقيمين.

خصّصت الدولة -أيدها الله- فقط خلال خمس سنوات مضتْ أكثر من 600 مليار ريال لأجل التعليم، هذا عدا بقية الأموال الهائلة التي تم ضخّها في القنوات التنموية والاجتماعية. وتجاوزاً لبعض أوجه القصور التي أعترتْ عدداً من مسارات تلك القنوات التنموية؛ فإن مراجعةً عاجلة ليس فقط على مستوى تلك الأموال الهائلة التي ضُخّتْ لأجل هذا الإنسان، بل أيضاً حتى على مستوى مسارات التطورات والتغيرات التي مرَّ ويمر بها الإنسان السعودي ذكراً كان أم أنثى، شاملة مصادرها المحلية أو من خارج الحدود، أؤكد أن نتائج كل ذلك أفضتْ وستستمرُّ في إخراج إنسانٍ متجدد الفكر والطموحات والاهتمامات، وأكثر فاعلية في مجتمعه، وأكثر تطلعاً للمشاركة في محيطه الحضاري.

إنها نتائج طبيعية، وتتسق تماماً مع عمليات ومسارات تعليم وتنمية هذا الإنسان المشار إليها أعلاه! ولا أعتقد أن خلافاً يمكن أن ينشأ بين أي طرفين على ما يتمتّع به إنسان المرحلة الراهنة، مقارنةً على سبيل المثال ما تمتّع به جيل أجداده قبل خمسة عقود مضت، لا على مستوى التكلفة أو الجهود أو أي اعتبارٍ آخر! مؤدى ما تقدّم؛ أنه إنسان المرحلة الراهنة في أمسِّ الحاجة من صناع السياسات محلياً، لأن يؤسّسوا ويطوّروا نماذج حياتية تستهدف استثمار تطلعات هذا الإنسان، بدءاً من مرحلة تعليمه، مروراً بمرحلة عمله ومشاركته الحقيقية في الإنتاج والتنمية، وانتهاءً بما بعد تقاعده. فكما أن خيارات حضارية أوسع أنتجته، فمن الجدير إيجاد خيارات مماثلة تمنحه فرصة المشاركة والإبداع والتقدّم.