في عام 2005 تم تأسيس بورصة دبي العالمية (وهي بورصة ناسداك دبي حاليا) كسوق مالي عالمي يقع في منطقة جغرافية تتوسط البورصات العالمية في غرب أوربا وشرق آسيا، وقد تم تأسيس هذه البورصة ضمن مركز دبي المالي العالمي وهو منطقة مالية حرة وكلاهما يخضع لسلطة دبي للخدمات المالية.
البورصة فتحت أبوابها لإدراج الأوراق المالية فيها، وبأنواعها: الأسهم والصكوك المتوافقة مع الشريعة والسندات (غير المتوافقة مع الشريعة)، وبدأ الإدراج فيها من جهات محلية وخارجية.
يتداول في بورصة ناسداك دبي أسهم 18 شركة، ثلاثة منها من الإمارات والباقي من دول مختلفة، أما السندات والصكوك فهي 47 محلية وخارجية، كصكوك شركة تمويل (محلي) وسندات دوتشيه بنك (خارجي)
معلومات البورصة تظهر تداولات الأسهم فقط فيها، ولا تظهر تداولات السندات والصكوك وأسعارهما وأحجام تداولهما وهي محصورة لدى الوسطاء المعتمدين.
تداولات الأسهم في البورصة ضعيفة جدا، ويبدو أن ذلك كان سببا رئيسيا لعدم تكوين مؤشر عام للبورصة أو للأسهم المدرجة فيها حتى الآن، فالأسهم المتداولة قليلة التداول، ويأتي على رأس هرم الأسهم المتداولة سهم موانئ دبي العالمية وبمعدل تداول يومي يتراوح ما بين 5 إلى 12 مليون سهم فقط، وقد ينقص أو يزيد في بعض الأحيان، يتلوه التداول على سهم ديبا المحدودة وداماس للمجوهرات، وبأحجام أقل من موانئ دبي بكثير.
البورصة سعت جاهدة لتقوية مركزها وترويجها وتنشيط تداولاتها والسعي نحو العالمية، واتخذت العديد من الإجراءات التي سهلت الإدراج والتداول، فجعلت العطلة الأسبوعية يومي الجمعة والسبت بدلا من السبت والأحد، وأقرت التداول بأجزاء السنت الأمريكي، كما أنها بصدد إقرار التداول بالدرهم الإماراتي، وأدرجت العديد من الأسهم الجديدة، وفرضت رسوما على المستثمرين المسجلين الذين لا يتداولون، إلا أن جميع هذه الإجراءات لم تؤت أكلها على ما يبدو حتى الآن.
قيمة التداولات اليومية في البورصة تترواح في العادة حول مبلغ 5 ملايين دولار فقط بالنسبة للأسهم. وهي قيمة ضعيفة بالنسبة لبورصة عالمية أدرج فيها 18 سهما، لكن الواقع أن الكثير من تلك الأسهم لا يتداول، ولولا إدراج سهمي موانئ دبي العالمية وديبا المحدودة لكان من المؤكد أن البورصة في جانب تداول الأسهم عديمة التداولات.
قد تكون قلة الإصدارات الأولية الخاصة بالبورصة عاملا مؤثرا في جانب ضعف التداول، حيث أن التداول الموجود يكاد يكون محصورا بالأسهم التي تم الاكتتاب بها في الإمارات لتدرج في ناسداك دبي، وهي الأسهم الثلاثة الآنفة الذكر، وماعداها فقلما يتداول، وأتت الأزمة المالية العالمية لتزيد الطين بلة في جانب قلة الاكتتابات والإصدارات، وفي جانب انخفاض قيم الأسهم وعدم الإقبال عليها وتسييلها، كما أن الاكتتاب بأسهم موانئ دبي وتداولها كان تجربة سيئة لدى بعض المستثمرين.
بورصة دبي العالمية أدخلت شريكا أمريكيا اشترى ثلث أسهمها، وهو ناسداك أو إم إكس وبقي الثلثان الآخران ملكا لبورصة دبي (الهيئة الأم لبورصات دبي) وأصبح اسم ناسدك دبي بديلا لبورصة دبي العالمية، وفي نفس الوقت وفي بداية نوفمبر تحديدا تم إدراج أسهم ناسداك أو إم إكس في بورصة ناسداك دبي إلا أنها لم تحظَ بتداولات تذكر حتى الآن.
ربما مع مرور الوقت وبعد التعافي العالمي من الأزمة المالية، وتقوية جانب الإفصاح والشفافية، بالتوازي مع دعم دبي كمركز مالي عالمي ترتقي بورصة ناسداك دبي إلى مصاف البورصات الشهيرة عالميا.
متشووف شر يا دكتور حسان، امتعتنا بمقالتك الرائعة والمفيدة والصميمية