الجشع

صالح الروضان

تابعني على تويتر

130

قلما سمعنا عن شركة أو بنك قام بإنشاء مستشفى أو مصحة لمغيرك.المرضى أو حتى المساهمة في تطوير حديقة في الحي الذي افتتح فيه فرعا جديدا, فهل امتدت عدوى الجشع العالمية إلى شركاتنا المحلية !!

النفس الجشعة" هي المحبة للكسب، الساعية بلهفة إلى المال و الطامعة فيه فوق الحد و الاعتدال. و في لسان العرب الجشع هو أن تأخذ نصيبك و تطمع في نصيب غيرك .

الجشع يقع في الأفراد والجماعات والشركات والحكومات حسب الرغبات فعلى مستوى الأفراد يعتبر الجشع احد أسباب الفساد والسرقات وعلى مستوى الشركات هو السبب في الاحتكار وغلاء الأسعار, وعلى مستوى الحكومات هو السبب في الحروب والويلات .

الجشع صفة مذمومة في ديننا الحنيف: وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ.

ولا يقتصد الجشع في حب المال فحسب بل في كل شئ حتى الأكل والعاطفة والسلطة والجاه كلها متى ما أفرط في طلبها دخلت في دائرة الجشع .

وفي الحضارة الهندية يقولون أن الجشع سببه الاعتقاد الخاطئ بان زيادة الثروة تجلب زيادة السعادة .

الشركات العالمية الضخمة تتصف بصفة الجشع عندما تسيطر على الثروات بدون أن تقوم بواجبها الاجتماعي من إنشاء مستشفيات ومصحات ومساعدة من يحتاج ولا يستطيع العمل , حتى أصبحت في كثير من الدول الرأسمالية أقوى من حكوماتها ماليا ومعنويا وتلعب دور في التغيير السياسي ليس فقط في بلدانها بل امتدت إلى البلدان الأخرى طمعا في السيطرة دون مراعاة لأي عوامل اجتماعية أو إنسانية حتى على مستوى البيئة تهلك الحرث والنسل من اجل التحصيل لاغبر .

أصبحت بعض الشركات من القوة أن إيراداتها السنوية تعادل إضعاف ميزانية 10 دول ومن ضمنها دول الخليج والشركات الأمريكية اكبر مثال .

الخوف من أن تمتد هذه العدوى إلى شركاتنا المحلية وتنسى وتستمر في إهمال الواجب الاجتماعي المطلوب منها مقابل استغلال الفرص المتاحة والتسهيلات المقدمة من الحكومة .

تنتشر فروع الشركات والبنوك المحلية منها والأجنبية حتى وصلت إلى ملاصقة المباني السكنية وتسببت في زحام وفوضى لأهالي الحي دون تقديم أي واجب اجتماعي على اقل تقدير لأهالي الحي سواء كان إنشاء حديقة أو تطوير وتحسين المنطقة المحيطة بالفرع أو أي نشاط اجتماعي .

يجب أن تلزم هذه الشركات والبنوك بمساحة لاتقل عن حاجتها للمباني والمواقف مع اشتراط مساحة إضافية لخدمة الحي سواء بحديقة أو ملعب أو مقر للأنشطة الرياضية المغلقة فهو اقل واجب لأهالي الحي بعد مزاحمة هذا البنك أو تلك الشركة .