موديز ان تصل متأخراً أفضل من ألا تصل أبداً

27/06/2012 0
نايف بغلف

 قامت موديز (عملاق التصنيفات الإئتمانية) بتخفيض التصنيف الائتماني لخمسة عشر بنكاً عالميا . وهي كالتالي:

1-اوربياً : كرديه اجري كول (فرنسا) و رويال بانك اوف سكوتلاند (بريطانيا) و يو بي اس (سويسرا) وسويستة جنرال (فرنسا)و بي ان باربيا (فرنسا) و باركليز (بريطانيا) و دوتشا بانك (المانيا) كريدت سويس (سويسرا) و اتش اس بي سي (بريطانيا) .

2- شمال امريكا : رويال بانك اوف كندا (كندا) و جي بي مورجان (امريكا) بانك اوف اميركا (امريكا) و جولدمين ساكس (امريكا) مورجان اند ستانلي (امريكا) سي تي جروب (امريكا).

وهنا جدول يوضح تلك البنوك مع التصنيفات الإئتمانية ويلاحظ من الجدول النظرة السلبية لبعض تلك البنوك :,

ما يهمنا في الموضع ان تخفيض التصنيف الإئتماني لإي منشئة يؤدي الى رفع تكلفة الإقراض او تكلفة رأس المال بشكل عام وذلك لتعكس درجة المخاطرة في تلك البنوك وإذا اخذنا بانك اوف اميركا كمثال فاالتخفيض في تصنيف ذلك البنك أضر أيضابسندات المدن او البلديات في الولايات المتحدة (لوس انجلس ونيويورك وبنسيلفينيا بالتحديد) وأدى إلى ارتفاع تكلفة الإقراض لسندات المدن او البلديات وذلك لارتباط الضمانات المقدمة من البلديات بذلك البنك. وربما يقوم ذلك بالتخفيف من النمو في الإجمالي الناتج المحلي وأقصد المتعلق بالقطاع الحكومي وذلك لارتفاع التكلفة او حتى تأجيل تلك الإنفاقات التي ربما كان بإمكانها ان تدفع لو قليل بالنمو في اجمالي الناتج المحلي(على الطريقة الكنزية) .

رغم كل ذلك فإن الهبوط الذي حدث في اسهم تلك البنوك لم يكن كبيراً بالشكل المتوقع , والصفعة الأكبر التي تلقتها موديز هي إرتفاع تلك الأسهم بعد ذلك الهبوط بأيام . التفسير المنطقي لهكذا سلوك من المستثمرين هو ان المسثمرين يعلمون من قبل عن نوعية الاصول المسمومة او ما يدعا بل(Toxic Assets) -وان كانت خطة الإنقاذ من الإحتياطي الفدرالي قد خففت من حجم تلك الأصول- و مستوى المخاطرة الموجودة في المراكز المالية لتلك البنوك ولم يعودو بحاجة لموديز لتخبرهم بذلك .

على الجهة الأخرى يبدو ان المستثمرين اتجهو الى إستخدام ما يدعا بال credit default swap (أسلحة الدمار الشامل المالية كما يطلق عليها وارن بفت ) او مبادلة المخاطر كمؤشر لمستوى المخاطرة في تلك البنوك . وبإلقاء نظرة ادق إلى مبادلة المخاطر نجد ان تلك المخاطر المتعلقة بالأصول أو السوق بشكل عام كانت موجودة أو متضمنة في فائدة مبادلة المخاطر حيث نجد ان بنكاً مثل بانك اوف سكوتلاند يتداول عند مستوى مبادلة مخاطر قريب جدا من مستوى مبادلة المخاطر للسندات الرديئة او Junk bond.

ختاماً يبدو ان موديز وإعلانها جاء متأخراً جداً وربما ليس في صالح الإقتصاد الأمريكي لأن زيادة تكلفة الإقراض بالنسبة للبنوك خاصه الأمريكية منها تعني زيادة في سعر الفائدة على الرهون العقارية وذلك لإرتفاع تكلفة راس المال لتلك البنوك وبالتالي التأثير على سرعة تعافي الإقتصاد ككل .