الترقية.. العلاوة.. خرافة موظف حكومي

14/06/2012 11
عبد الحميد العمري

عددٌ كبيرٌ ممن حمل مسمّى «الموظف الحكومي»، حُرِم زمناً طويلاً من الترقية المستحقّة، ويمتدُّ به إحباط التجاهل والنسيان حتى اصطدامه بجدار توقّف العلاوة السنوية، وقد تراه أُحيل إلى التقاعد وما على جدار مجلسه سوى شهادة دورةٍ يتيمة! هذا إنْ حظي بها.

«حياةٌ في الإدارة» ليس أتعس منها إلا من عاش فصولها من الموظفين المغلوبين على أمرهم! ويزدادُ وقعها المؤلم الطويل الأمد في النفس، متنقلةً بحاملها من إحباطٍ إلى إحباطٍ أكبر وأعمق، ويزداد ألمه تحت وقْع كلمات كل من «المدير العام» بضرورة زيادة الإنتاجية والالتزام، ولوم «المراجع المستفيد» من تأخّر هذا الموظف عن أداء المطلوب منه، وحتى «زوجة» هذا الموظف قد لا يسلم من «لسانها» السليط؛ أنَّ الناس «راحت وجات وشرت وباعت وأنت مثل ما أنت منذ تزوجتك»!

وبعدئذ؛ أيُّ أرضٍ هذه تحمل همّك أيُّ هذا الموظف المنسي؟! هل أنتَ ضحية إهمالك وعدم قدرتك على تطوير أدائك؟ أم أنتَ ضحية بيروقراطية جهازك الذي تعمل فيه؟ أم أنت ضحية تجاهل مديرك، وغياب مساءلته من رئيسه الأعلى منه؟ أم أنت ضحية «الواسطة» التي رفعتْ بيوتاً لا عماد لها؟ أم وأم وألفُ سؤالٍ تثور في دوائرنا الإدارية العتيقة..

معالي الوزير.. سعادة المدير العام.. سعادة المسؤول.. هلا تذكرتم إن كان تحت مسؤوليتكم من تجاوزه الزمن؟! هلا تذكرتم أن مصيركم جميعاً ومعكم هذا الموظف «المنسي» إلى التقاعد؟! هلا تذكرتم أن تتركوا خلفكم ذكرى تُحمدوا عليها، وقبلها أن الله سائلكم عن أمانة المنصب الذي شغلتموه؟! والله العظيم لستُ موظفاً حكومياً، ولا حتى في القطاع الخاص، قطعاً لأي شكٍّ منكم! غير أنها مشاهدات وتجارب حيّة وقفتُ عليها بنفسي طوال السنوات الماضية.. أناشدكم باسم الدين والأمانة ثم الوطنية؛ ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، وتذكّروا قوله صلى الله عليه وسلّم: اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة..