«زين السعودية» وإعادة الهيكلة

06/06/2012 16
محمد العمران

أخيراً، وافقت هيئة السوق المالية على توصية مجلس إدارة شركة زين السعودية بتخفيض رأسمال الشركة من 14 ألف مليون ريال إلى 4.801 مليون ريال، كما وافقت أيضاً على زيادة رأسمال الشركة من خلال إصدار أسهم حقوق أولوية بقيمة ستة آلاف مليون ريال، ونتيجة لذلك قامت الشركة بدعوة مساهميها لحضور جمعية عامة غير عادية؛ للموافقة على خفض رأس المال وعلى رفعه عن طريق إصدار أسهم جديدة نقداً بقيمة 3.453 مليون ريال (سيتم تحديد سعر السهم وعدد الأسهم لاحقاً) إضافة إلى رسملة جزء من القروض المقدمة من المساهمين المؤسسين بقيمة 2.546 مليون ريال.

ماذا يعني ذلك؟

بداية يجب أن نضع في الاعتبار أن الخسائر المتراكمة في الشركة بلغت الآن 10.081 مليون ريال تمثل نسبة 72 في المائة من رأس المال وهي نسبة عالية جداً تشير إلى خطورة الوضع وإلى الحاجة الماسة إلى إعادة هيكلة رأس المال بأسرع وقت ممكن، وبالتالي فإن خفض رأس المال ثم رفعه سيخفض نسبة الخسائر المتراكمة لرأس المال الجديد إلى 8 في المائة فقط (على افتراض أن رفع رأس المال تم بسعر عشرة ريالات لكل سهم جديد)، وهي نسبة مطمئنة إلى حد كبير، لكن المهم أن رأس المال الجديد لن يزيد على 10.801 مليون ريال ما يعني أن ربحية أو خسارة السهم الواحد أصبحت أفضل كثيراً من الوضع قبل عملية إعادة الهيكلة، وهذا سيكون عامل جذب مهماً للمستثمرين.

في السياق نفسه، سنجد أن عملية رفع رأس المال تتضمن ضخ سيولة نقدية من المساهمين بقيمة 3.453 مليون ريال تمثل نسبة 72 في المائة من رأس المال بعد التخفيض وهي أموال نقدية جديدة أتت في وقت مهم جداً للشركة ستمكنها من تمويل توسعاتها المستقبلية بسهولة كبيرة. أما ما يتعلق برسملة جزء من القروض بقيمة 2.546 مليون ريال، فهي الأخرى ستسهم في تخفيض نسبة المديونية التي تمثل التزامات إلى معدلات أفضل من الوضع السابق من خلال تحويل هذه القروض إلى أسهم جديدة مع ثبات حصص المؤسسين في رأس المال عند مستوياتها قبل إعادة الهيكلة نفسها، وأعتقد أن هذا تصرف طبيعي في ظل الوضع المالي الصعب الذي تعيشه الشركة حالياً.

المهم أنه بعد اكتمال عملية إعادة الهيكلة والتي من المتوقع الانتهاء منها تماماً خلال الشهرين القادمين، أعتقد لم يعد للشركة عذر الآن ويجب عليها تحقيق صافي أرباح لمساهميها اعتباراً من عام 2013 أو عام 2014 كحد أقصى وهذا بلا شك سيشكل أهم التحديات التي ستواجه الشركة خلال المرحلة القادمة. أما إذا استمر الوضع على ما هو عليه من تحقيق خسائر فصلية في حدود 400 مليون ريال تقريباً دون تحسُّن ملموس، فأعتقد أن الخسائر المتراكمة ستصل مجدداً إلى ثلاثة أرباع رأس المال الجديد قبل خمسة أعوام من الآن وهو بالتأكيد وضع لا يريد أحد أن يراه مجدّداً.