البطالة.. انفخْ يا شريم قال ما من برطم!

05/06/2012 4
عبد الحميد العمري

انتهيتُ بالأمس، عند حقيقة مفادها (أن الداء الحقيقي لسوق العمل لدينا والبطالة المتفاقمة بين أبنائنا وبناتنا يقعان خارج أسوار مقدرة وصلاحيات وزارة العمل)، وأعني بذلك أن السوق تعاني من ارتفاع نسبة العمالة الوافدة والوظائف غير الإنتاجية (5.9 مليون وظيفة، %86 من الإجمالي)، وأن نسبة الوظائف المناسبة فعلياً أمام العاطلين والعاطلات من السعوديين لا تتجاوز %14 (نحو المليون وظيفة)، والتي تمتاز بمناسبتها لمؤهلاتهم التي كلّفت الدولة مئات المليارات طوال العقدين الماضيين، كما تمتاز بارتفاع متوسط أجورها التي ستكون كفيلة بتحقيق الدخل الكريم للمواطن والمواطنة، غير أن أغلب تلك الوظائف إن لم يكن كلها نجتْ تماماً من يد التوطين! ذلك أنها بموجب (نطاقات1) دخلت النطاق الأخضر، لتصبح بعيدة المنال، ولا يُعلم ما هو رأي (نطاقات2) حتى الآن في خصوص هذه الوظائف التي سيطرتْ عليها يدُ علية القوم من المقيمين بدعمٍ وحماية تامّة من الأرباب الكبار للقطاع الخاص.

حسناً؛ حتى وإن قُدّر لنا إحلال (المليون وظيفة) بسعوديين وسعوديات خلال 3 سنوات مثلاً، فما العمل وما المطلوب أمام نحو (6 ملايين وظيفة متدنية الإنتاجية والدخل والمهارات)؟ ثم ما العمل أمام التدفق الهائل من مخرجات التعليم بمئات الآلاف للسنوات القادمة، بل المقدّر عددهم التراكمي حتى نهاية 2030م بنحو 9.5 مليون طالب عمل؟!

إذاً؛ المشكلة كما هو واضحٌ وجلي تكمن في هيكلة الاقتصاد الوطني برمته! إنه اقتصادٌ قائمٌ على النفط، وليس على التشغيل والإنتاج! وأن القطاع الخاص كما هو واضحٌ يعاني واقعاً أشدّ تشوهاً من الاقتصاد الذي يحتضنه! وكما تشير مؤشرات أدائه أنه يقتات على مدفوعات مناقصات الدولة، أو على الاستيراد بالجملة والبيع بالتجزئة! هل هذا اقتصاد مؤهل لخلق وظائف مناسبة للسعوديين؟! أترك الإجابة لكم! أمّا كيف الخروج من هذه الورطة؟ وما العمل الواجب (أكبر من ألوان وزارة العمل) فله حديثه القادم.