البطالة.. خريطة «طوكيو» تضيّعك في «لندن»

04/06/2012 9
عبد الحميد العمري

حينما تقوم بزيارة (لندن) لأول مرة وفي يديك خريطة (طوكيو)! اعلم أنك لن تصل أبداً إلى أي عنوان في رأسك! لو قامتْ وزارة العمل بخطوة بناء وتحديث معلومات سوق العمل المحلية، وركّزت جهودها لمعالجة هذه الثغرة الخطيرة، ومن ثم تفرض ما تشاء من برامج وحلول، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من اجتهاداتٍ يتم الالتفاف على سوء نتائجها بإصدار برنامج آخر مضافاً إليه رقم جديد! ومهما كانت هذه اللغة قاسية مع الوزارة، فلن تكون أبداً أقسى من الواقع المرير الذي يعيشه العاطلون والعاطلات في بلادنا! ابتسمتُ باستغرابٍ حينما أعلنتْ وزارة العمل عن عزمها بناء (مرصد وطني لسوق العمل) هذا العام، هذه هي (الخريطة) الصحيحة المطلوبة قبل أن ترتحل في غياهب المجهول! حسناً ماذا ستفعل الوزارة لاحقاً إذا اكتشفتْ خطأ ما تم اتخاذه خلال العامين الماضيين، بعد أن توافرت خريطة سوق العمل الفعلية، وليس خريطة أحلام اليقظة؟!لأبيّن جزءاً من هذا الأمر؛ نتذكّر جميعنا (الحماس) منقطع النظير من الوزارة حينما أطلقتْ (نطاقات) بدون رقم للعلم، وتحدثت وغيري كُثر عن الخلل الخطير فيه، وضرورة أن يؤخذ بعين الاعتبار محدد (الأجور والرواتب)! لاحقاً نجا %50 من القطاع الخاص (أساس البطالة الفعلي) من البرنامج، فيما وقع منه %20 فقط في فخ (النطاق الأحمر)، فماذا حدث؟! استجابتْ وزارة العمل للفكرة وكأنها من بنات أفكار منسوبيها (ولا مشكلة في ذلك)، لتطلق (نطاقات2)! ولكن لم تُظهر حتى الآن نتائج تطبيقه كما فعلت مع (نطاقات1)، ولعل المانع خير إن شاء الله. وكما قلتها سابقاً، أؤكدها مجدداً يا وزارة العمل الموقرة، إن الداء الحقيقي لسوق العمل لدينا والبطالة المتفاقمة بين أبنائنا وبناتنا يقع خارج أسوار مقدرتك وصلاحياتك! وهو ما سيتم إيضاحه في الغد بمشيئة الله.