سوق الأسهم.. اسأل فقط إذا ارتفع!

22/05/2012 17
عبد الحميد العمري

أنهتْ سوق الأسهم للفترة (26 فبراير 2006م – 20 مايو 2012م) نحو 1570 جلسةً يومية، منها 712 جلسة خاسرة (%45.4 من الإجمالي)، مقابل 858 جلسة رابحة (%54.6)! ورغم تفوّق عدد الجلسات الرابحة على الخاسرة، إلا أن المؤشر العام انتهى بخسارته 13655.31 نقطة من أعلى قيمة له (خسارة %66.2).

مرّت السوق خلال الفترة بالعديد من التغيرات المريرة، بدأتها بفاجعة فبراير 2006م، ثم بهبوطها القوي مطلع الربع الثالث 2006م بعد توحيد وقت التداول، ثم في مارس 2007م بعد انفجار النواة الأولى للأزمة المالية فبراير 2007م بإعلان مجموعة HSBC البريطانية عن خسائر هائلة بالسوق الأمريكية، ثم مطلع 2008م بعد زيادة تشدد ساما على السيولة المحلية لمحاربة التضخم، وتزامنه مع إدراج الهيئة لعدة شركات ضخمة، ولم يمض الوقت طويلاً حتى انفجرتْ الأزمة المالية العالمية بمنتصف سبتمبر 2008م، واستمرّت فصولها محلياً (أهمّها مخصصات البنوك)، وعالمياً بالضغط على أداء المؤشر حتى الساعة! وتزامن ما سبق مع سلسلةٍ هائلة من الإدراجات وصل عددها إلى 77 شركة، برؤوس أموال فاقت 205 مليارات ريال (تم تغطيتها بأكثر 255 مليار ريال، دفعها أكثر من 151 مليون مكتتب)، شكّلت بدورها عامل ضغطٍ إضافي على أداء السوق، زاد ابتلال الطين ابتلالاً أن أغلبها سجّل خسائر فادحة بعد الإدراج، بل إن بعضها تهالك أغلب رؤوس أموالها لحدود الإفلاس.

كل تلك العوامل، أثّرت بصورةٍ مجتمعة وسلبية جداً على أداء الشركات ذات العوائد (جميعها مدرج قبل فبراير 2006م)، رغم أنها حققت نمواً وربحية غير مسبوقة! ولكن ما جدوى أن تحاول اقتناص تفاحة مثمرة، وسط (كرتون) تفاح تعفّن وأصبح فاسداً؟! لذا، حتى زوال تلك العوامل السلبية أعلاه، لا تسألنّ أيها المستثمر عن أسباب أيّ هبوطٍ تراه، فأشباحه قائمةٌ أمامك! اسأل فقط عن الأسباب إذا رأيت المؤشر يرتفع!