خذ تريليوني بـ 1 %.. وأعطني مليارك بـ 30 %

12/05/2012 9
عبد الحميد العمري

انتهيتُ في المقال السابق عند، أن ما تبقى من ثرواتنا محلياً ظل فقط يتصارع تضخيماً للأسعار، وما خرج منها غدا معرّضًا للمخاطر وحُرم منه اقتصادنا، منتهزاً الاستثمار الأجنبي هذه الفجوة في السياسات الاقتصادية فرصاً محلية لا تُفوّت. ليُفهم هذا الموقف المتناقض بلغة الأرقام؛ يكفي أن تلقي بنظرة سريعة على وضع الاستثمار الدولي للسعودية (تجده على موقع مؤسسة النقد حتى نهاية 2010م)، وهنا أعرضه لك حتى نهاية 2011م.وصلتْ قيمة الأصول السعودية في الخارج إلى أكثر من 3.1 تريليون ريال (أكبرها الأصول الاحتياطية بنحو 2.0 تريليون ريال)، فيما وصلتْ قيمة الخصوم إلى 812.8 مليار ريال (أكبرها الاستثمار المباشر في داخل الاقتصاد 700.7 مليار ريال)، وبذلك يصبح صافي وضع الاستثمار الدولي 2.3 تريليون ريال!! بالطبع لا مقارنة على الإطلاق بين العائد على أصولنا في الخارج القريب من %1، وبين مثيله على الاستثمار الأجنبي لدينا الذي يفوق %30..ملخصٌ للحكاية أرجو أيضاً ألا يُخل بالفهم المراد رسوخه لدى القارئ الكريم. أؤكد أن الاقتصاد السعودي في الوقت الراهن يمتلك (السلّة الأثمن) من الحلول والخيارات في العالم بأسره! (السلّة) التي يمكن لها أن تضعه في أسرع طريقٍ للنمو والتوسّع والتنوّع. خياراتٌ تتيح له تحويل الفوائض المالية غير المسبوقة إلى (مرتكزات) اقتصادية حقيقية، تمنحه (أقدامٌ) أقوى تعزز من استقراره بصورةٍ تنافس وتتفوق على (قدم) النفط الوحيدة، وتخلق له مئات الآلاف من فرص العمل الكريمة، تستطيع فعلياً أن تمتص الأرصدة المليونية المتراكمة من العاطلين الآن، وحتى تلك الزاحفة إلى سوق العمل (المقدّر وصولها تراكمياً للفترة 2012-2030م لنحو 9.6 مليون عامل)، أي بأكثر من 13 ضعف عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص اليوم! ولا يزال لصوت الأرقام بقية..