الاتجاه المعاكس.. الإصلاح والفساد!

05/05/2012 2
عبد الحميد العمري

ماذا يشعر به الموظف الحكومي المخلص في عمله تجاه طوفان النقد الإعلامي؟ وزد عندك النقد الأكثر حدّة عبر فضاء الإنترنت؟ إنّه الإحساس الأكثر إحباطاً عمّا سواه! قد يكون هذا الموظف بمرتبة وزير، وقد يكون الأقل مرتبةً في جهازه المنتسب إليه. إنّه يجاهد يومياً لأجل الوفاء بالمسؤوليات الملقاة على عاتقه، ثم لا يجد إلاّ نقداً لأغلب أداء جهازه الحكومي، يفتح الصحف يومياً فلا يجد إلا كتابات اللوم والمطالبة بتصحيح الأوضاع! يشاهد البرامج الحوارية أو يستمع إليها فلا يسمع إلا لغةً أشدّ وأعنف من تلك التي تضمنتها المقالات والتحقيقات.

في المقابل؛ تجد أغلبية شبه مطلقة من المواطنين والمواطنات يسردون حكاياتٍ حقيقية وليستْ مجرد آراء عن معاناتهم المريرة مع تلك الأجهزة! أو تجد أرقاماً موثقة وتقارير تصدمك بسوء المنجز وعدم توفيقه! أيُّ حيرةٍ هذه التي نكتشف أنفسنا فيها؟! هنا من يُثبت بأدلته القاطعة أنه يحترق إخلاصاً لأجل إنجاز ما عليه من عمل، وهنا أيضاً من يقدّم لك إثباتاتٍ حقيقية أن تقصيراً بيّناً، أو تعطيلاً واضحاً قد منع حقاً مستحقاً له.

هناك فجوةٌ مظلمة معتمة بين الطرفين! هي منطقة الجدل، وهي أم أسباب النزاع والاختلاف بينهما. إنها فجوةٌ مبهمة المعالم تضم موظفين آخرين بنفس المراتب المذكورة أعلاه؛ تقصيرها أكبر بكثيرٍ من إنجازها، وسوء عملها تمادى في اتساعه حتى غطّى على حُسْن عمل زميله المخلص! ما أسهل الهدم وأخطره في مقابل البناء.

هذه الفجوة الخطيرة في جسد بعض الأجهزة الحكومية المصابة بها، معالجتها؛ هي نقطة بداية الإصلاح والبناء، وهي الخطوة الأولى الواجب القيام بها من قبل قيادات تلك الأجهزة. نعم ليس سهلاً القيام بها، ولكنه أيضاً ليس مستحيلاً! وضع الثقة في المرء الكفء، ومنحه المسؤولية، وتكليفه بقيادة الأمور على حساب إقصاء المقصّرين، أو حتى محاسبتهم إن تطلّب الأمر! بدايةٌ إصلاحية مهمة، لها حديثٌ ممتد في الغد.