شركات التطوير العقاري

05/04/2012 15
عبدالله الجعيثن

رغم أن الطلب على المساكن ينمو بشكل كبير، وخاصة في السنوات الأخيرة، إلاَّ أن شركات التطوير العقاري المدرجة في السوق كانت بطيئة بشكل عجيب في تلبية هذا الطلب والاستفادة منه وإفادة المواطن والوطن..

ورغم أن نموذج العمل متقارب في تلك الشركات وهو تلبية الطلب على المساكن والمكاتب بشكل مربح وفق جداول زمنية، إلاَّ أن معظمها أخفقت في الالتزام بجداولها الزمنية، وبعضها تحول إلى مجرد المضاربة على الأراضي البيضاء بطريقة زادت أزمة السكن ضراوة، فحين تملك الشركة مخططاً شاسعاً بملايين الأمتار وتقوم ببناء مساكن قليلة فيه لمجرد رفع قيمة الأرض وبيعها، فإنها لم تسهم في حل مشكلة السكن، بل بالعكس زادتها اشتعالاً، كذلك حين تتأخر الشركات كثيراً في تنفيذ خططها ببناء المساكن (إمَّا رغبة في المزيد من ارتفاع الأراضي أو لضعفها الإداري)، فإن دورها الوطني الذي أنشئت لأجله لم يتحقق، كما أن جهودها على مواقعها القديمة قد يعرض بعض المواقع لمتغيرات عقارية سالبة، فينصرف الناس عن تلك المواقع التي كانت مطلوبة ولا تدرك الإدارة ذلك إلا بعد فوات الأوان، فإن المواقع العقارية بعضها تموت مع الزمن وتغيُّر توجهات المجتمع..

أما تطوير العشوائيات - وهو جزء هام من دور شركات التطوير العقاري - فإنه باستثناء جبل عمر لم نر إلا نوايا ووعوداً لم تدخل حيز التنفيذ منذ سنوات..

* لاشك أن هناك عقبات تواجه شركات التطوير العقاري كضعف التمويل والبطء في اعتماد المخططات وتأخر إقرار الرهن العقاري وغموض البيع على الخارطة، لكن العقبة الأولى - في نظري - هي إدارات تلك الشركات التي لا يتسم بعضها بسرعة اتخاذ القرار والحماسة في تذليل العقبات، والدليل على ذلك هو أن المطورين الأفراد وفروا أضعاف أضعاف ما وفرته تلك الشركات الكبيرة لأنهم أكثر منها حماسة وأقوى حافزاً وأسرع قراراً وأخبر بتوجهات الناس فهم لا يعيشون في أبراج عاجية يديرون من خلالها أعمالهم من مكاتبهم ببطء، الأفراد المطورون في الميدان دائماً، ولهذا عاقبت سوق الأسهم شركات التطوير العقاري، فرغم فقاعة العقار وارتفاعه المجنون غير المبرر، ظلت أسعار أسهم شركاته أسفل سافلين.