يا للمفارقة الكبيرة جداً بين زماننا وزمان آبائنا وأجدادنا! قد لا يشعر بهذه المفارقة إلا من عاصر الزمنين (القديم الجميل، والحديث المقلق)، فارق زمني يتجاوز الخمسة والثلاثين عاماً. زمنٌ لم يعاصر أهله طوفان التغيرات المتسارعة التي يشهدها عصرنا بصورةٍ تدفع الإنسان إلى خطٍ قريب جداً من الجنون.
زمنٌ كان يخرج فيه الشاب حاملاً ملفّه بحثاً عن وظيفة، لا تأتي صلاة الظهر إلا وقد عاد إلى منزله مبشراً والديه بمسمّاه الوظيفي ومكان عمله الجديد، وبعدها بفترةٍ وجيزة قد يخرج هو ووالده بعد صلاة العصر لشراء سيارة مناسبة تقلّه إلى عمله، وتساعده على قضاء مشاويره في شوارع لا يوجد فيها زحام، ولا ساهر، ولا مفحطون، ولا تحويلات، ولا طرق ممتلئة بالتحويلات والعمّال يستغرق تنفيذها عقودا من الزمن.
وقد تراه في فترة وجيزة لاحقة «عريساً» اقترن ببنت الحلال، ثم عام إلى ثلاثة أعوام وقد تملّك منزله دون أية ضغوط مالية في حياته!
ذكرياتٌ من حملها في ذاكرته وبقي حيّاً إلى يومنا هذا؛ أنا على يقينٍ تام أنَّ من سيتذكرها منهم أنه سيُطلق زفرةً حارّة من صدره! أوّلهم ذلك الشاب أعلاه، الذي هو اليوم متقاعد، يرى أبناءه أو حتى أحفاده، وقد اختلفتْ تماماً عليهم الحياة! فلا صباح يومٍ سيجد ابنه أو حفيده عملاً حتى ولا بعد عدة أعوام، وإن وجد فسيكون تحت سطوة جلادٍ على صدره كرفتة سوداء! ولا سيارة، ولا زواج، ولا منزل، ولا يحزنون! إنه يراهم يتزاحمون مع بقية أقرانهم في طاحونة الزمن الرديء، في عصرٍ لا يمتُّ بصلةٍ بذلك العصر الجميل.
أيُّ غربةٍ هذه التي أصبح يعيشها إنسانُ هذا الزمن؟ أيُّ وحدةٍ مؤلمة هذه التي أطبقتْ على أحلامه وطموحاته؟ أيُّ رحلةٍ للعمر هذه التي دُفع فيها دفعاً تتلاطم به وعثاؤها ذات اليمين وذات الشمال؛ إن من فقر حال، أو قروض، أو ضغوط حياةٍ، إلى أن يدلف إلى قبره.
المختصر المفيد : العصر هذا هو عصر العبودية للرأس مالية و أغلب الناس لا تشعر بهذا للأسف ..
نظره سوداويه بعض الشئ انا اعتقد ان العصر الحالي افضل بكثير وان الفرص المتاحه من تعليم ووظائف وخصوصا" بالقطاع الخاص عظيمه جدا" المشكله ان ثقافة العمل اختلفت حيث ان السابقين على استعداد للقيام بأي عمل شريف مهما بذل من جهد و عرق اما الجيل الحالي فيريد كل شئ حسب مزاجه ودون اي جهد واكبر فشل هو الاعتقاد ان الوافدين سبب في جميع المشاكل وهم اناس تعبو حتى يأتو الى هنا ويكدحون من اجل لقمة عيش شريفه لا ينتظرون الحكومه تصرف لهم اعانات او تبحث لهم عن عمل او مسكن او زواج
رد على اخي سالم للاسف الجمع بين الصالح والطالح خطأ كبير مع احترامي لرأيك , هناك مدراء واطباء وغيرهم من الاجانب الذين يحملون شهادات مزورة ويشغلون اكبر المناصب وكل فترة تطالعنا الجرائد ببعض هذه الاحداث اخي العزيز هناك مدراء ومن واقع تجربة لايفقه شئ ولكن لانه قادم من الغرب فهو فلتة زمانه ويستلم من الراتب مايكفي 7 موظفين ويقومون بعمل اكثر ممايقوم به لا اتحامل على الاجانب او غيرهم فلدينا للاسف شباب مستهتر ولا يهتم بالعمل ولا يقدر النعمة ودائما الجمع غير جائز في كل شئ فاصابع اليد الواحدة ليست سواء
للاسف ماذكرته ينطبق اكثر على ادعياء الشهادات المواطنين الذي صدقو انهم متعلمين واصحاب تخصصات وهم في الواقع لايفقهون شىء ولايملكون اي خبرة وغير مستعدين للعمل الجاد ويطالبون الحكومه بكل شىء ومع ذلك احب ان اؤكد انهم اقليه ولايمثلون اكثر من 10% من القوى العامله السعوديه ولكن المشكله ان صوتهم عالي ويدغدغ مشاعر بعض اصحاب النوايا المختلفه فالبلد مليء بالخيرات وكل شخص مقتدر مؤهل للاستفاده من ذلك اما الاتكاليين والمتخاذلين فلن يلتفت لهم
نحتاج الى نمو حقيقي حتى يتمكن الشاب من الحصول على وضيفه ليتمكن من العيش عيشه كريمه
الذي تغير أن إبن البلد الأن يحتاج لأن يكون أكثر جدية في استغلال الفرص.
سالم غانم .. اخرج الاجانب من البلد .. وسترى كيف ستنخفض اسعار العقار .. واسعار السيارات .. وسترى كيف لن يتزاحم الناس على الوظائف.. من الاخر سبب كل بلاء في البلد هم الاجانب .. الا من رحم ربي