أتاحت لنا نتائج الدراسة بالأمس عن وضع المجتمع الأمريكي (اقتصاده يشكل ثلث الاقتصاد العالمي)، إمكانية رسم بعض التصورات المبدئية للحالات المماثلة بالنسبة للمجتمع السعودي. إن المؤشرات الأولية حول قضايانا المماثلة تنبئ عن أوضاعٍ أكبر صدمةٍ من تلك التي أظهرتها نتائج الدراسة السابقة، منها سلسلة الانهيارات الثلاثة خلال ست سنوات فقط مضت، إلى أن أهمها هو ضآلة ومحدودية الثقافة المالية والاستثمارية لدى الفئة الأغلب من متعاملي السوق، ويتوزع هذا «الجهل المالي والاستثماري» بين عدم معرفة وفهم الأنظمة والقوانين السارية في مجالات التعاملات المصرفية والمالية والتجارية، إضافةً إلى الأسس التحليلية والفنية والمالية التي تؤهل المستثمر لاتخاذ قراره الاستثماري بناءً على مرتكزاتٍ موضوعية وراسخة لا تخضع للإشاعات الكاذبة أو النصائح غير المتخصصة التي لا تستند إلا إلى الوهم وعدم فهم معطيات ومؤشرات السوق.
كما يمكن التعرف على خطورة الدرجة، التي لا زال عندها مستوى الوعي المالي اجتماعياً من خلال تتبع تطورات ونمو القروض الاستهلاكية للمجتمع السعودي من المصارف التجارية، وما نراه ونسمعه على مدار يوميات حياتنا الاجتماعية عن تعثر سداد الكثير من الموظفين والعاملين، ودخولهم في دوامات القوائم السوداء «المتعثرين عن السداد»، وزيادة سوء أوضاعهم حينما تصل بهم الجهات الدائنة إلى ساحات المحاكم، كل ذلك ليس إلا دليلاً ساطعاً في أغلبه على غياب الثقافة والمعرفة المالية لدى أغلب تلك الفئات.
أمام كل ما سبق، أجد نفسي مضطراً لمناشدة ونداء كافة الجهات المسؤولة عن الحياة التعليمية والتربوية والاقتصادية؛ للالتفات لهذه القضية الجوهرية والمحورية ذات الأهمية القصوى، سواءً للدولة أو المجتمع، وفي الحاضر أو المستقبل. إننا بحاجة إلى وضع كامل جهودنا وقدراتنا المتوافرة وفق برامج وخطط واعية ومنظمة، تستهدف تعزيز وتثقيف المجتمع والأجيال القادمة بالمفردات الهامة من حياتهم المالية والاقتصادية، والمسألة لا تحتمل التأخير ولا المماطلة ولا حتى التسويف.
مبدع كالعادة حفظ الله هذه الانامل
يعطيك العافيه اخوي عبدالحميد مبدع
استاذي عبدالحميد : اشرت الى نقطتين مهمتين : 1- تدني المعرفة والثقافة بالانظمة والقوانين التجارية والمالية 2- تدني مستوى الثقافة باسس ومهرات التحليل الفني والاساسي والمالي . وهاتين النقطتين هي الفيصل بين المتعاملين في الاسواق المتقدمة والاسواق الناشئة ، واتفق معك تماماً بأنه يجب زيادة الوعي لدى الموطنين بشكل عام . لكن عندي ملاحظة : الهيئة السوق المالية اعدت برامج تثقفية ومنها " المستثمر الذكي" لكن ليس على المستوى لانه يقدم المعلومات بشكل بسيط جداً " رؤوس اقلام" وايضاً لاتتوافق مع اعمار الفئة المستهدفة التي يجب تثقيفها ، لان المتعاملين اكيد اعمارهم في حدود الثلاثنيات واكثر بينما البرنامج المقدم من الهيئة بصيغة بسيطة كما لو كان المتعاملين طلاب مدارس .. اسف على الاطالة ، والله يشهد اني واحد من المحبين لك في الله وتعجبني كثراً تحليلاتك ومقالات وملقائتك .. الله يزيدك من فضله .
التعامل مع النقد والاستثمار فن لا يعرفه الا القليل. ولم يتعلمه اغلبنا الا بعد عمر طويل وخسائر مهولة. ماذا يحدث لو اختصرنا من مادة الجغرافيا او التاريخ او حتى مع الفقه والزكاة (والصدقة) ووضعنا حصة اسبوعيه عن المال: اكتسابه وتنميته والتعامل مع سائر الاصول. مجرد احلام اتمنى ان تصبح واقعاً في وطني، بدل العشوائية في أمور كثيرة.
في السوق (3) أطـراف ... المتداولون ، الهيئات المنظمة ، الصناديق المتحكمة ... فإذا إتفق الجميع على تدني وعي المتداولين وصعوبة إصلاحهم لأنهم الكـثرة ، وأنهم متأثرين لا مؤثرين .. تابعين لا متنوعين !؟ ، فتصبح الطريقة الأسهل ... هي مراقبة عمل الصناديق من جهة .. وسن القوانين من قبل الهيئات من جهة أُخـرى .. والتي بموجبها سيصــلح السوق وتنتشر العدالة فيه ؟؟؟؟!!!! " فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " كما قال الرسـول الأكـرم (ص) .
<p>كلام له وجاهته .. لا يعفي المتداول من أن يعزز ثقافته ويثري بالتعلم معرفته وويكون بالتجارب خبرته ؛ مع التحية والتقدير</p>
مبدع جزاك الله خير
الاهم بالدرجة القصوى هو القوانين والانظمة الواضحة والمعلنة والمنفذة بسرعة على الجميع كائناً من كان في شتى مناحل الحياة الاجتماعية والمالية .. , والتي من خلالها يأمن كل انسان على نفسه واهله وماله ..
اللة يوفقك