تدني الثقافة الاستثمارية.. الخطر والحذر (2-3)

14/03/2012 4
عبد الحميد العمري

قامت الجهات المسؤولة في العديد من الأسواق المتقدمة برصد أقصى قدراتها المادية لأجل مواجهة مخاطر تدني الثقافة المالية والاستثمارية، إذ أشارت دراسةً أعدتها وزارة الخزانة الأمريكية، بعنوان (دمج التثقيف والتوعية المالية في المنهج الدراسي للأطفال الأمريكيين)، (القطاع المصرفي السعودي، دكتور/ بسام حمدان) إلى العديد من النتائج اللافتة للنظر، منها:

(1) أن الأمريكي العادي استطاع الإجابة على %42 فقط من مجموع أسئلة اختبار عن الإدارة المالية الشخصية، وأن %8 فقط من المشتركين استطاعوا أن يقدموا الإجابة الصحيحة على %75 من الأسئلة.

(2) أن أربعة من كل عشرة أشخاص اعترفوا أنهم يعيشون في مستوى أعلى من قدراتهم المالية، وذلك بسبب سوء استخدام التسهيلات المالية المتاحة لهم من المصارف والشركات

. (3) أن طلبات الإفلاس الشخصي زادت بنسبة أكبر من %100 خلال الفترة من 1990م إلى 2000م، وتوصلت تلك الدراسة في نهايتها إلى نتائج مهمة، كان من أهمها:

أولاً- أن عدم قدرة المواطن العادي على اتخاذ قرارات مالية دقيقة وصحيحة خاصةً في مجال الادخار والاستثمار والإنفاق، يؤثر سلبياً على الوضع المالي لمؤسسات الإقراض، حيث ستلحق بها خسائر فادحة أكثر من المتوقع نتيجة زيادة حجم الإفلاسات، وعليه فإن التثقيف والتوعية المالية ستعطي الأمريكي المعارف والمهارات اللازمة ليتمكن من تحقيق أفضل النتائج وإعطاء أفضل ما لديه.

ثانياً- أن الأمريكيين المتخرجين من مدارس ثانوية في ولايات تفرض وجود تثقيف وتوعية مالية في مدارسها الابتدائية والثانوية، يكون لديهم نسب دخل وادخار واستثمار ونجاح مادي في تحقيق ثروات أكثر من أولئك المتخرجين من المدارس التي لا تقوم بتبني وتنفيذ مثل تلك المناهج التعليمية.

ثالثاً- أن التوجه نحو إصلاح النظام التعليمي، يجب أن يستند إلى مقاييس ومعايير محددة ينمو ويكسب من خلالها الموافقة على إدخال التثقيف والتوعية المالية ضمن موضوعات أخرى كالرياضيات واللغة الإنجليزية والعلوم.