ماذا لو تم فتح السوق مباشرة أمام الأجانب؟

14/03/2012 16
محمد العمران

شهدت السوق المالية السعودية في الآونة الأخيرة ارتفاعات قوية تشبه إلى حد كبير تلك الارتفاعات التي شهدها قبل أكثر من ستة أعوام كسب فيها المؤشر العام أكثر من 900 نقطة أو ما يزيد على 13 في المائة من قيمته في أقل من شهر ونصف فقط وهي ارتفاعات كبيرة بالمقاييس المعروفة، حيث يرى كثير من المتداولين أن أهم سبب لهذه الارتفاعات هو قرب السماح للأجانب غير المقيمين بالتداول المباشر بدلاً من التداول عبر اتفاقيات المبادلة أو الصناديق الاستثمارية أو حتى صناديق المؤشرات.

قد يكون هذا هو السبب فعلاً، لكنني على أي حال أعتقد أن فكرة السماح للأجانب غير المقيمين بالتداول المباشر ليست فكرة جديدة، بل فكرة قديمة تم تداولها بين أوساط المتداولين منذ أكثر من ثلاث سنوات وسبق لرئيس هيئة السوق المالية تأكيد ذلك في وسائل الإعلام المختلفة على اعتبار أن هذه الفكرة محل دراسة معمقة للتعرف على إيجابياتها وسلبياتها ومن ثم اتخاذ القرار، لكن ما يهمنا هنا أنه حتى كتابة هذا المقال لم يصدر أي قرار رسمي بهذا الشأن ويبقى ما عدا ذلك توقعات وإن كانت نسبة تحققها عالية.

والسؤال المطروح الآن هو ماذا لو تم فتح السوق المالية السعودية مباشرة أمام الأجانب غير المقيمين؟ وكيف ستكون انعكاسات مثل هذا القرار على تداولات السوق؟

فعلى سبيل المثال، بالنظر إلى اتفاقيات المبادلة المنفذة منذ بداية عام 2011 وحتى شباط (فبراير) 2012، (ولننظر إلى عمليات الشراء فقط حتى نعطي صورة إيجابية) سنجد أن إجمالي قيمة عمليات الشراء بلغ 16.5 مليار ريال، لكن عندما نقارن هذا الرقم بالقيمة الإجمالية للسوق خلال الفترة نفسها والتي بلغت 1.460 مليار ريال، سنجد أن نسبة عمليات الشراء لهؤلاء الأجانب من إجمالي قيمة تداولات السوق لا تتعدى 1.1 في المائة فقط وهي بالتأكيد نسبة متواضعة جداً على الرغم من افتراضنا أنهم لا يبيعون! أما تداولاتهم في الصناديق الاستثمارية وصناديق المؤشرات فهي أقل من ذلك بكثير ولا تكاد تذكر.

من جانب آخر، يجب أن نضع في الاعتبار أنهم سيكونون انتقائيين في اختيار الأسهم التي يرغبون في شرائها (تماماً كما فعلوا في اتفاقيات المبادلة)، لكن المضحك أن الارتفاعات القوية التي شهدها السوق أخيراً تركزت في أسهم لا تحظى بأي اهتمام من جانب الأجانب غير المقيمين على الإطلاق، وهذا يؤكد لنا السلوك العشوائي الذي ينتهجه المتداولون ويتناقض مع تبريراتهم، والأهم أن مستويات التقييم الحالية للأسهم (بما فيها تلك الأسهم المرغوبة من هؤلاء الأجانب) أصبحت مرتفعة كثيراً مقارنة بأسهم منافسة مدرجة في أسواق مالية مجاورة ومتاحة لهم مباشرة بنسب تملك عالية منذ سنوات طويلة!