هذه هي المرة الرابعة التي أكتب فيها مقالاً تحت ذات العنوان، والسبب هو أنه حتى في أحلك الظروف الاقتصادية، التي مرّت بنا هنا في المملكة، والتي صاحبت انخفاضات أسعار البترول، كان الكثير يقولون أن مشكلتنا مالية، وكنت أنضم إلى المعسكر الذي يقول بأن بلداً يحتفظ بربع احتياطي العالم من البترول، هو قادر على معالجة وضعه المالي، ولكن المشكلة إدارية، أساسها طريقة أسلوب اتخاذ القرار، والتضارب القائم بين الجهات الحكومية المختلفة.
لذلك سأستخدم اليوم موضوع نقص كميات الإسمنت، والتي كان يمكن توفيرها، لولا مشكلة نقص الوقود الموفر لهذه الصناعة، وهو ما ساهم في الارتفاع المستمر في أسعار تلك المادة الحيوية للتنمية، للتدليل على أن المشكلة إدارية، وليست مالية.
منذ عام 2004م، تحسنت أسعار البترول، ومعها بدأت ميزانية الحكومة بالارتفاع، ووجهت أموال لغرض تمويل مشاريع بنية أساسية أجلت في العقود السابقة، وكذلك لغرض معالجة قضية الإسكان، والتي أصبحت الشغل الشاغل لكل مواطن، ومواطنة.
كل تلك المشاريع خلقت طلباً كبيراً على مادة الإسمنت، والتي هي من أنجح الصناعات المحلية، نتيجة اعتمادها على مواد خام محلية، وعلى الطاقة المتوفرة، ولكن كما هو الحال في حالات كثيرة، فجهاتنا الحكومية تعمل بمعزل تام عن بعضها البعض، وكل منها هو بمثابة حكومة داخل الحكومة، فوزارة الصناعة والتجارة رخصت لمشاريع إسمنت جديدة، كما رخصت لتوسعات للمشاريع القائمة، وظنت تلك المشاريع أنه نتيجة لتلك التراخيص، فإنها ستحصل تلقائياً على ما تحتاجه من الوقود من شركة أرامكو، وقامت تلك الشركات باستثمار ملايين الريالات، ثم فوجئت بعدم التزام أرامكو بتقديم الوقود اللازم، وأصبحت شركات الإسمنت كالكرة يتم تقاذفها بين وزارة الصناعة، وشركة أرامكو، وهو ما أدى إلى النقص الكبير في سد حاجة الطلب المتزايد، ومن ثم ارتفاع الأسعار!! كل ذلك يثير عدداً من التساؤلات، منها:-
- لماذا لم يكن هناك تنسيق مسبق بين وزارة الصناعة، وشركة أرامكو؟ قبل منح التراخيص للتوسع، أو إنشاء مشاريع إسمنت جديدة؟
- إذا كانت الحكومة ترى أهمية التوسع في مشاريع البنية التحتية، والإسكان، وطالما أن الإسمنت مادة أساسية لتلك المشاريع، فهل فكّر أحد ما بوضع تلك الصناعة، وما تحتاجه؟
- هل أن تكبد شركة أرامكو مصاريف إضافية لتوفير الوقود هو أمر مقبول، لغرض الإبقاء على خطط تنفيذ تلك المشاريع؟ حتى ولو كلّف ذلك أرامكو المزيد من التكاليف، نتيجة إعانة الوقود المحلي، وحاجتها في كثير من الأحيان لاستيراد المحروقات، نتيجة نقص طاقة التكرير المحلية؟؟ وما هو دور وزارة الاقتصاد والتخطيط في كل ذلك؟
الحل هو في إخراج الموضوع من دائرة (وزارة التجارة – شركة أرامكو)، ونقله إلى المجلس الاقتصادي الأعلى، أو مجلس الوزراء، لأن المطلوب هو الإجابة على السؤال الهام: ماذا تريد الحكومة؟ إما الإبقاء على نسبة النمو مهما كانت الكلفة؟ أو إبطاء النمو؟ وهل هناك حلول أخرى في الوسط، مثل: إما رفع أسعار المحروقات؟ أو في الجانب الآخر إعطاء تسهيلات لأستيراد الإسمنت؟ قضية الإسمنت، ومعها قضية الوقود المرتبطة بها، تؤكد أن مشكلتنا كانت، ومازالت، إدارية بالدرجة الأولى، ومالية بالدرجة الثانية.
ليس فى الإسمنت والوقود فقط ، ولكن فى جميع شؤوننا العامة والخاصة المشكلة إدارية ، وحجر الزاوية فى نجاح الأعمال كافةً هو توفر إدارة قادرة على التعامل مع معطيات العمل بكافة الوسائل المشروعه للوصول الى النجاح المنشود ،،، مشكلتنا الإدارية ما زالت فى ذيل إهتمامات الجهات المعنية عن توجيه وتنظيم العمل الحكومى خاصة ، نظراً لسيطرة البيوقراطية ونفذوها الطاغى على مدى عقود حيث الواسطة والحسوبية أو الشفاعة كما يسميه المتهربون من واقع الفساد ،، الإدارة علم واسع متشعب يتطور سريعاً ويمكن للموهوب إدارياً وقيادياً الإلمام بجزء منه فما بالك بكافة جوانبه ،، ولا يمكن لأى شخص لا يتمتع بقدر من القيادة والإداره النجاح فى عمله المنوط به ،، وإنما تظل الأمور عندما يقحم الشخص عنوة كما هى ثم تسوء مع توالى فشل المدير وعدم قدرته على مواصلة العمل وتطويره ونموه أىا كان موقعه إدارة صغيره أم وزارة ،، فتش عن الإدارة وستجد أنها هى مفتاح النجاح والفشل فى كل زاويه من زوايا الوطن ،، فى المدرسة وفى المصلحة وفى الشركه و الوزارة وفى المنزل !!
مادام هناك مستفيدين ستظل المشكله موجودة بأمان
استاذ سليمان , ما تفضلت به هواضافة الى غياب الوعي الاداري الجيد هو كذلك نموذج لانتهازية التاجر او رجل الاعمال,, ولا ألومه,, الجميع يريد انشاء مصانع اسمنت , لانها أفضل تجارة بالعالم ,, هي انتاج اسمنت بالسعوديه,, فهامش الربح أكثر من تكلفة الانتاج, الطن يكلف حوالي 120 ريال والربح الصافي تقريبا اكثر من 120 ريال,, والدليل على الانتهازيه ان مثل هذه الانشطه تكون مساهمه عامه , الا لدى بعض الشركات وهي الشركات الخمس الاخيره بالمناسبه أفضل دليل على ان مشكلة الاسمنت اداريه, هو ما تقوم به وزارة البترول في الفتره الاخيره من توزيع اماكن المصانع, وكذلك اشراك المواطنيين بها, والسعوده,, فأين كانوا في الفتره السابقه, عندما حصلت اسمنت كل من نجران والشماليه والمدينه والصفوه واسمنت الرياض اخيرا اليس قطاع الانشاءات يحتاج الى حديد بنفس الحاجه للاسمنت, فلماذا لا نجد رجال الاعمال متجهين لانشاء مصانع لسد حاجة البلد بدلا من استيراد الجزء الاكبر من الخارج,, السبب هو هامش الربح,, عموما الوزاره,, البترول,, انتبهت متأخره لهذا الامر فوجدناهم شجعوا شركة الراجحي بانشاء مصنع كبير للحديد , واعطوهم كميات كبيره من الغاز
الكاتب مستحي يقول ما فيه رئيس تنفيذي ينسق ويدير الجميع وياخذهم نحو الاستراتيجيات المخطط لها.
كاتبنا العزيز: ارامكو ليس لا شأن بتخصيص الوقود لشركات الاسمنت ولكن وزارة البترول والثروة المعدنية هي المعنية بالموافقة. وزارة البترول هي التي تسمح لشركات الاسمنت باستخدام المحاجر وليس وزارة التجارة. لا اعتقد ان كاتبنا العزيز بحكم خبرته يغفل مثل هذا الحقائق. انا استغرب فعلا من اللمز والغمز على شركة ارامكو بهذه الطريقة وتصوير الصراع كأنه بين عصابة الاسمنت وهذه الشركة. لماذا لم نر كاتبنا العزيز يعلق على استغلال عصابة الاسمنت لثروة البلد المعدنية والمماطلة في اشراك المواطنين فيها كما امر المقام السامي عن طريق تأخير الاكتتابات العامة لشركات قائمة؟!!!!
شكرا يا أستاذ سليمان. لابد من تنظيم البناء. الحكومة بجميع وزاراتها ابتداء بوزارة التعليم العالي والتقاعد والتأمينات وتوسعة الحرمين الشريفين والإسكان التنموي واسكان النازحين وووو. لماذا لا يحصر العرض والطلب على الاسمنت وجدولة المشاريع والاستيراد اذا كان هناك حاجة.
أخي الكريم/ISD: الغمزُ واللمزُ على شركة أرامكو من قبل أبا هاني (الإستاذ/سليمان المنديل) مفهمومُ .. لأنه صاحبُ مصلحة كونه أحدَ العاملين في أحد شركات البتروكينيكال.. والتي هي مافيا أخرى تحارب ارامكو !!.. فلا عجب ولا جديد !!!... والله أعلم
مخاوي الذيب, اليست شركات الاسمنت هي من يجلد شركة ارامكو ليل نهار, بأنها وراء مشاكل النقص الحاصل بالاسمنت,, ولماذا لا تنظر الى الجانب الآخر لدى شركات البتروكيميكالز, بأنها لا تبداء في دراسة مشروع جديد او حتى توسعه للمصانع القائمه(( يعتمد على لقيم من ارامكو)) الا بعد أخذ الموافقه من أرامكو, طبعا عن طريق وزارة البترول والثروه المعدنيه,, فهل شركات الاسمنت تنسق في الحصول على موافقة ارامكو قبل الشروع في التخطيط, ام انها تعمل بالاسلوب الامر الواقع, واذا لم تتجاوب ارامكو اتجهوا لتأليب الرأي العام عن طريق الصحافه الورقيه. قبل مده شركة اسمنت القصيم اعلنت عن قرار مجلس الاداره للتوسعه, وقبلها اسمنت ينبع, وقبلهم اسمنت الجنوبيه...ألخ, ام ان التوقع ان ارامكو هي من تراجع عن تعهده لهذه الشركات,, منذ متى قرأنا او سمعنا من اي شركة بتروكيميكالز عن اعلان توسع يعتمد على لقيم, قبل حصولها على موافقه من ارامكو؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صدقت انجح تجارة هي تجارة الاسمنت
- حسب اطلاعي ان المشكله في مادة الكلينكر وليست بالوقود -الوضع يتعدى كونه تقييم وضع صناعة الاسمنت فقط ,, الى انها تضخم كبير جدا في حجم المشاريع الحكوميه ادى الى رفع اسعار مواد البناء وتكاليف المقاولين واسعار الاراضي وووووووووووو (تطول القائمه) ,وسيتبعه ركود سيؤدي الى حدوث فجوه رهيبه في مجالي صناعة مواد البناء وملحقاتها سيسبب اغلاق مصانع واغلاق شركات مقاولات وطنيه قائمه وتسريح موظفين ,,,وكان الأجدى احداث موازنه في المشاريع لمشاريع ذات طابع مستدام يخدم الاقتصاد الوطني ويزيد من الصادرات ومساهمة القطاع الغير النفطي في الناتج المحلي ويخلق فرص وظيفيه حقيقيه ,, - لاشك ان هناك عدم تنسيق بين الوزارات وهناك عشوائيه في القرارات وغياب تطبيق استراتيجيه واضحه لتطوير البلد ,,,ولكن اتوقع ان تتحسن الأمور قريبا..
المشكلة استاذ سليمان في الفساد الاداري حيث تعطى المناصب والوزارات لغير اهلها المؤهلين ذوي الخبرة الادارية ...اهم شيء في المسؤل ان يكون من ذوي الواسطة القوية ...حتى وان كانت شهادته مزورة .