حديث المجالس ؟

08/02/2012 5
صالح الروضان

ماهي المجالس ؟ المجالس كانت وصفا للمجالس التقليدية التي أوشكت أن تضمحل وحل بدلا منها مجالس جديدة هي المجالس "التويتريه" نسبة إلى الموقع الاجتماعي الشهير تويتر خلال الفترة الأخيرة والذي أغرى الكثير من الناس ومن كل الطبقات الاجتماعية بالدخول وقراءة مايدور هنا وهناك بدلا من سماع مايدور من احاديث ونقاشات في مجالس تتطلب التنقل والمواعيد والرسميات وخلال متابعتي لهذا المواقع فان المجلس يختلف ويتحدد مستوى جودته وجديته حسب الرغبة وحسب الضيوف المدعوين وحسب موقعه فبإمكانك حضور مجالس الكتاب والمثقفين والقضاة والأطباء والرياضيين والفنانين والأصدقاء ,,,,,, حسب رغبتك ويمكنك اختيار نوع المجلس هزليا أو جديا أو علميا بحت وبأي لغة تريد وعلى مدار الساعة بل الدقيقة .

ماهو الحديث ؟ هناك أحاديث متجددة وحاضرة الملاحظ أن الحديث خلال الفترة الحالية بالغالب يدور حول مجموعة من المسائل أهمها الاجتماعية والتي تأخذ حيزا كبيرا من النقاش ولها صفة التكرار وطول المدى مثل قضايا الفساد و السكن وارتفاع الأسعار و الفقر والبطالة وغيرها من القضايا الاجتماعية والاقتصادية كذلك الحال بالنسبة للقضايا السياسية المصيرية من حروب وقلاقل وبعض القضايا الأخرى تأخذ وقت حسب قصير حسب الحالة فتزول مع زوال الحدث كذلك الرياضية تنتهي بصباح اليوم التالي للمباراة وبعض القضايا العابرة الأخرى .

أما الحديث الغائب فهو حديث غاب فترة طويلة وقد كانت المجالس التقليدية تعج به حديثا ونقاشا وكان طاغيا على الكبير والصغير الرجال والنساء المتعلم والأمي الحاضر والبادي وفي نفس الوقت كان سبب في غياب الكثير من النقاشات في المسائل التي حاليا هي حديث المجالس "التويتريه" انه حديث سوق الأسهم ,,,, فهل سيكون حديث المجالس القادم بدلا من الفقر والسكن والفساد والبطالة !! وبطريقة موزونة ومتأنية ومدروسة وتدريجيا !! ربما من يدري فقد يتسابق البعض لتحديث محافظهم بعد تجميد دام سنوات وتسارع شريحة كبيرة من الجيل الجديد لفتح محفظة وبداية عصر جديد من حديث المجالس الجديد والمطور بنسخته "التويترية" بعد طول غياب وجفاء. ربما تصدق نظرية التاريخ يعيد نفسه ,, فلننتظر