تأخرت في الكتابة عن هذا الموضوع، لأنني أملت في قراءة تحليل علمي اقتصادي، لتلك الأرقام المهولة، ولكن كل ما وجدته من تعليقات، هي لغة، يبدو أن الصحفي يعدها، ثم ينسبها إلى شخصيات مختلفة، والرسالة المشتركة من قبل الجميع من المصرحين، هي أنها ميزانية خير، وعطاء، دون تفصيل!! هنا سأبدي ملاحظات عامة، ولكنها ناقدة:-
- منذ بداية الطفرة البترولية الأولى عام 1973م، وحتى اليوم، مر اقتصادنا بأربع مراحل، يمكن تقسيمها إلى أربعة عقود من الزمن:-
- العقد الأول (1973 – 1983م) يمثل عقد الاستثمار، والبناء للبنية التحتية، وكذلك تطوير صناعة البتروكيماويات، وتأسيس صناديق التنمية المختلفة لتنشيط الاقتصاد، ولذلك يستحق ذلك العقد وصفه بـ»العقد الذهبي».
- العقد الثاني (1983 – 1993م) يمكن تسميته بـ «العقد الصعب»، لأنه شهد انخفاضاً في أسعار البترول، وزيادة الالتزامات المالية، وبدء مرحلة الإقتراض الحكومي، وصعّب المشكلة الحاجة لتمويل كل ما يتعلق بعملية تحرير الكويت.
-العقد الثالث (1993 – 2003م) يمكن أن يسمى «العقد الضائع»، لأن حجم الإقتراض فيه بلغ نسبة 92% من الناتج الوطني، وانخفضت أسعار البترول حتى وصلت (9) دولارات للبرميل، وسبب تسميته بالعقد الضائع هو بسبب توقف عملية الاستثمار في مشاريع البنية التحتية، أو الإنتاجية.
- العقد الرابع (2003م – حتى اليوم) يمكن تسميته عقد «محاولة الحل» والمقصود حل المشكلات المتراكمة من الفترات السابقة، ولكن ماذا نجد اليوم؟!
مؤخراً دخل علينا مصطلح «تعثر المشروعات»، وذلك بسبب فشل المقاولين، وضعف الأجهزة الهندسية الحكومية المشرفة، أي أننا اليوم نجد أن الاعتمادات المالية هي بملايين وبلايين الريالات، ومؤخراً دخل علينا مصطلح ترليون، ومع ذلك لا تستطيع كل تلك الأموال تحقيق طموحات القيادة التي أقرت تلك الميزانيات، وبالتأكيد أن ذلك الفشل في ترجمة الأموال إلى مشاريع، هي بسبب عدد كبير من العوامل، ولكنني سأتحدث هنا عن قطاع المقاولات، (قطاع الصناعة على سبيل المثال هو بخير)، وهنا نجد في قطاع المقاولات بأننا على مدى العقود الأربعة الماضية، قضينا على فرصة وجود قطاع مقاولات قوي، ونشط، أولاً عندما بدأت الحكومة بالتأخر في صرف مستحقات المقاولين في العقد الثاني والثالث، فذلك أدى إلى خروج الكثير من المقاولين، ثم تركيز الحكومة في العقد الرابع على ما لا يزيد عن أصابع اليد من المقاولين، على جلّ مشاريعها، بقيادة شركتي بن لادن، وسعودي أوجيه.
لكل ذلك يؤسفني أن أتوقع أن تلك الأرقام الخيالية للميزانية، ستواجه المشكلة نفسها من تعثر المشاريع، لأن النية صادقة في تنفيذ، وتمويل المشاريع، ولكن القدرات الفعلية ضعيفة، وكل ذلك سيؤدي إلى المزيد من التضخم في تكلفة المشاريع، وسيؤدي كل ذلك إلى استقدام المزيد من الشركات، والعاملين الأجانب، ولن يكون للعامل السعودي حظ منها في قطاع المقاولات.
وسع صدرك يا رجال ....مشكلتنا كالبيضه والدجاجه .... من هوالاول؟
نحن بحاجة للمعادلة السحرية : نزاهة وأمانة + عقول وفكر + صلاحيات + مال جدها من قمة الهرم.... وقاعه سيستقيم معك.
أشكرك بصدق يا أستاذ سليمان أعجبني عرضك التاريخي لمراحل اقتصاد المملكة. أوافقك أن كثير من المشاريع متعثرة رغم الصرف السخي على تلك المشاريع، السؤال: لماذا لم يتعثر مشروع تطوير حقل خريص أو مشروع انشاء شركة ينساب؟ صحيح هناك مشاريع تتأخر سنة وسنتين، لكن هذا مقبول مقارنة بمشاريع حكومية تُنسَى.
- العقد الثاني (1983 – 1993م) والعقد الثالث (1993 – 2003م) والذي سماههما الكاتب بــ «العقد الضائع»، و«العقد الصعب»، يبدو لي موافق لفترة حكم الملك فهد بن عبدالعزيز.
عرض تاريخي, عشت وتابعت واتذكر كثير من أحداثه وبخاصه التي حصلت من حرب الخليج الاولى, والتي جعلتني اتابع الشأن الاخبار الاقتصاديه أكثر من الفتره التي سبقتها,,
10101
شكرا استاذ سليمان,, الملاحظ ان الوضع شبيه بسبع سمان يأكلهن سبع عجاف. بمعنى ان تحسن اسعار البترول يستغل في تطوير البنيه التحتيه, التي هي اساسيه للمواطنين, ولا يستفاد في الوفر المالي لبناء الانسان,, من تعليم وصحه والا فدوله مثل تايوان او سنغافوره وماليزيا, ليس لديهم مصادر طبيعيه للدخل, ومع ذلك وضعهم الاقتصادي أقوى بكثير من أكبر مصدر للبترول في العالم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
انا ولدت في العام 1971 يعني اوا الطفرة راحت عليا وتربيت وترعرت في الزمن الصعب من 1983 الى 2003 ويم تحسنت الظروف بعد 2003 جاء من يفسدها ... احس انها راحت علينا وضاع عمرك ياولد ونحن ننتظرا الزمن الجديد ...فعلا قالوها زمان اللي انكسر عمره ما يتصلح .