"لا" للفساد مثل لا للمخدرات

02/02/2012 2
صالح الروضان

الكل ينفر من مجرد نطق مخدرات لما لها من عواقب وخيمة على المجتمع فهي تخلف بشر بلا عقول وبلا ذمم وتقود إلى جنون وجرائم وعنف ومشاكل أسرية واجتماعية وصحية وتنخر بالمجتمع كنخر السوس بالأسنان بل اشد من ذلك وكلنا نرى ونشاهد الجهود الدولية لمكافحة هذه آلافه القذرة بما تحويه هذه الكلمة من معاني

ولذلك تحارب الدول هذه آلافه ابتداء من الحدود إلى وسط المجتمع وتم إنشاء مكافحة المخدرات وبرامج توعوية دينية واجتماعية لتوعية المجتمع من أثارها ومصحات لمعالجة مدمنيها وسجون لمجرميها من التجار والمهربين كل ذلك بجهود الحكومات ويوازيه جهودا اجتماعية من جميع المؤسسات الحكومية والاجتماعية والمدرسة والأسرة فالكل يؤمن بخطر هذه الآفة على المجتمع كاملا والكل يردد لا للمخدرات

الفساد لا يقل خطرا عن خطر المخدرات بل أكاد اجزم بأن آفة المخدرات هي بالأساس جزء من الفساد بمفهومه الشامل سواء على المستوى الحكومي أو المجتمع أو الفرد فهو الأخر أفه على اقتصاد أي بلد عندما يتفشى بلا رادع ولا وازع فالمشاريع تتأجل وان نفذت فهي ليست بالشكل المطلوب والحقوق تضيع بين الطالب والمطلوب والرشاوى تدفع وتقبض لتنفيذ أعمال مخالفة للنظام والمال العام يتحول إلى خاص قبل أن يصل إلى مستحقيه .

وقد تم إنشاء هيئة جديدة باسم لم نعهده من قبل وهي "هيئة مكافحة الفساد" نتمنى لها النجاح في مهمتها الجديدة وان كنت أتحفظ على مسمى الهيئة فالأولى أن يكون اسمها هيئة "منع " الفساد بدلا من المكافحة التي يفهم منها أن الدورهو فقط مكافحة آفة منتشرة وليس المنع الذي يعني إيقاف ومعاقبة وإيجاد اللوائح والأنظمة التي تمنع تكرار مثل هذه التجاوزات , الفساد بمعناه الشامل هو كل تجاوز عن النظام أو ممارسة عمل مخل والفساد أنواع مثله مثل المخدرات نسأل الله الوقاية منهما جميعا فهناك فساد إداري وفساد أخلاقي وفساد مالي وفساد اجتماعي ...

إذا كانت هيئة "مكافحة" الفساد معنية بمكافحة الفساد المالي فالمكافحة يجب أن تكون بشكل شامل ليس فقط من موظفي الهيئة فمهما بلغ عددهم وتأهيلهم يصعب عليهم مكافحة هذا الداء المستعصي والمنتشر لذلك هي واجب أولا ديني ثم أخلاقي على كل أفراد المجتمع ومؤسساته المدرسة , الجامعة , المسجد ,,, وكل موظف نزيه يجب أن يكون عضوا في هذه الهيئة سواء بطريق مباشر أو غير مباشر والهيئة عليها واجب التثقيف ووضع البرامج الإعلامية وإطلاق العبارات والتواجد في كل محفل والمشاركة الاجتماعية والتعاون مع جميع الهيئات الحكومية وخطباء الجمع والجامعات والمدارس للتثقيف والتوعية بأخطار الفساد المالي وتنبيه أفراد المجتمع إلى الواجب عمله في حالة اكتشاف بوادر هذا الداء

اقترح على هيئة "مكافحة" الفساد:

• تغيير المسمى إلى هيئة منع الفساد المالي

• أن تبدأ بإطلاق عبارات توعوية وتثقيفية مثل "لا للفساد" في كل ميدان وكل محفل

• التعاون مع جميع الهيئات الرقابية مثل ديوان المراقبة العامة, مصلحة الزكاة, الأمانة, الجمارك, المباحث الإدارية ومفتشي الوزارات

• تعريف الفساد واضرارة على المجتمع للجيل الجديد بالمدارس والجامعات قبل ان يدمنه الكثير فليس له مصحات كفانا الله شر الفساد والمفسدين والمخدرات والمخدرين .