في ذكرى موقعة الجمل

02/02/2012 5
حجاج حسن

"إما أنا وإما الفوضى من بعدي...." كانت هذه أخر كلمات "اللامبارك" في أخر خطاباته وأخر حيلة من حيل الأفعى ليبقى.. ولكن أبى المصريين أن يبقى.. واختاروا ما بعد مبارك أياً كان وكيفما يكون.. واثقين بأن ما هو قادم مهما ساء فلن يكون أسوء مما كان..

ولما فشل الأفعى في خداع المصريين بكلماته وتحذيراته لم يبقى أمامه سوى طريق واحد وهو "" إما أنا وإما الشعب"" ... ومن هنا كانت موقعة الجمل.. وهي الموقعة التي كان طرفيها "بلطجية" يركبون الجمال.. و"شباب الانترنت" يحملون الحاسبات.. في مظهر جاهلي لا يحترم ادمية او حقوق أي انسان..

ولكنها كغيرها من الحيل فشلت وفشل معها النظام في البقاء.. وسقط مبارك وسقط نظامه، ولكن يبدوأن المصريين فعلوا كما فعل أصحاب المزرعة فى كتاب مزرعة الحيوان لـ"جورج أورويل" فبعد أن طردوا صاحب المزرعة الظالم باعوا الحصان وجلسوا يقتسمون الغنائم...

وحصل سكان المزرعة على كلام معسول ووعود.. ومبروك علي "الأحزاب" المزرعة.. التي لا تزال هي الأخرى تتكلم فقط وتشجب وتدين، حتى المجلس الذي انتخبه الشعب ليُعيد الحقوق المسلوبة جاء ليشجب ويدين وينوي ويتمنى وإلخ... رغم أنه صاحب السلطة التنفيذية الوحيدة بالبلاد.. لتستمر الفوضى التي حذرنا منها اللامبارك والتي لا يدبرها ويديرها سواه..

واخشى ما أخشاه ان يكون استمرار هذه الفوضى ليس فقط من النظام البائد، بل قد يكون بشائر "نظام جديد" يحاول هو الأخر السيطرة على المزرعة، على "مصر" التي اصبحت بلا هوية ولا شخصية..

وقد جاءت كارثة الأمس في ذكرى "موقعة الجمل" التي فشل مبارك ان يمحي من خلالها كل صوت قال للظلم لا.. كل صوت أراد يحى حراً، عزيزاً، كريماً.. لتترجم ما نحن فيه، وتؤكد أن الشعوب لا تتقدم بالكلام ولكنها تتقدم بالعمل والجد والاجتهاد..

وستظل مصر باقية.. فقط إذا كفً أهلها عن الكلام .. وتركوا الغنائم.. وذهبوا يعملون من أجلها..