ما بال الزمان يضن علينا برجال ينبهون الناس ويرفعون الالتباس ويعملون بعزم ولا ينفكون حتى ينالوا ما يريدون .... !!
كلما قرأت هذه المقولة للعلامة الكواكبى اعتقدت انه كان يقصد المراجعين والمدققين وذلك لأسباب عديدة منها ان من اهم متطلبات العمل الوظيفى للمراجعين والمدققين انهم اصحاب همة عالية لابد من ان تتوافر هذه الصفة فيهم بالاضافة الى الاستقلال والحياد ..!!
أتذكر بداية عملي المهني عندما تخرجت من الجامعة فى اوائل ثمانينيات القرن الماضى وبدأت اشق عملى المهنى فى احد اكبر المكاتب العالمية آنذاك وجاءت نصيحة مدرائى باننى اخترت طريق شاق وعمل صعب ووظيفة تحتاج الى الهمة العالية والسعى المستمر والانصاف والحياد والاستقلالية والرغبة العارمة فى فى المعرفة والاستزادة فى العلم ووسط اجواء مهنية لا ابالغ اذا قلت انها شديدة القسوة مع قلة العائد فى احيان كثيرة ..!!
بل إن نصيحتهم كانت اننى باختيارى هذا القطاع كنت كمن انخرطت فى سلك الجندية أو التحقت بالجيش من ناحية الصرامة واتباع القواعد الحاكمة التى لا تسامح من يتبع مسارا غير المسار او يسلك طريقا غير الطريق ..!!
وخلال مسيرتي المهنية واجهت العديد من العقبات والكثير من المشاكل – وليس وحدى – وانما كل زملائى فى المهنة ومع ذلك لم ازدد الا حبا فيها وتمسكا بها ..!! ان العمل فى قطاع المراجعة الداخلية بالشركات والمؤسسات له من التداعيات اكثر مما لقطاع المراجعة الخارجية حيث تصطدم بالكثير من الاهواء والرغبات للعديد من مدراء الادارات والاقسام ممن لا يعجبهم من يصحح مسارهم أو يلفت الانتباه الى اخطائهم بل واحيانا خطاياهم ..!!
بل الأدهى والأمر انك تصطدم احيانا باصحاب القرار ومدراء الشركات ورؤسائها التنفيذيين والذى من المفترض ان تكون اداة من ادواتهم لاستكمال النجاح المحقق فى شركاتهم بوجود ادارة المراجعة والرقابة الداخلية والتى تمثل السلطة الرقابية التى تلفت الانتباه الى الاخطاء وحدوثها بل وتصحيحها ووضع السبل والطرق لتصحيح مسار الشركة ..!! فإذا بالمراجعين الداخليين هم اعداء الجميع حتى من كنا نظن أننا عونا لهم على تحقيق النجاح ووضع النقاط على الحروف كما يقولون ..!!
ولعل ما حدث إبان الأزمة العالمية من الأخطاء الرقابية التى ارتكبت من قبل العديد من المؤسسات المالية العملاقة ضاربة بعرض الحائط بأبسط قواعد الرقابة وإجراءات الضبط الداخلي مما ترتب عليه انهيار العديد منها في مشهد بالغ السوء – وللحق – فقد شاركت بعض الجهات الرقابية فى هذه الأزمة نتيجة عدم التزامها بقواعد واجراءات الرقابة والضبط الداخلى فقد ترتب علي ذلك انهيار او فشل او عدم اكتشاف العديد من المشاكل والاخطاء والاختلاسات او الانحرافات ..!!
وبالرغم من ذلك فقد كنت احدث نفسى واقول انك تحب هذه المهنة ولابد من ان يجىء يوم تنصفك المهنة بعد ما يجاوز خمس وعشرين عاما فى العمل فى قطاع المراجعة والرقابة ..!! لم يتسرب اليأس إلى نفسى ولم يخفت الامل فى قلبي خلال هذه المدة الطويلة بالرغم من المؤشرات السلبية التى كانت تقف فى طريقى المهنى ولم ازدد مع الايام الا يقينا بان اشتداد الظلام دليل على اقتراب الفجر وانه لا يصح الا الصحيح وان التعب فى الطريق الصحيح حتما يوصلنا الى النتائج المأمولة والاهداف المرغوبة ..!!
أهيب هنا ومن هذه المقدمة باخوانى زملائى فى مهنة المراجعة والتدقيق إلا تفقدوا الامل بعظمة مهنتكم والا تفقدوا الرغبة فى التمسك باواصر المهنية والمعايير السليمة ..!! أهيب بكم والفت انتباه الرؤساء التنفيذين والمدراء واصحاب القرار بان اهمية المراجعة الداخلية فى منظماتكم وشركاتكم ومؤسساتكم مهما كانت النفس لا تحب والقلوب لاترغب والهوى لا يميل ..!! أهيب إلى مراجعي العالم وخاصة مراجعى وطننا العربى الكبير ... انتبهوا الى رسالتكم المهنية ولا تجعلوا احدا يقف فى طريق ادائها .. انتبهوا أيها السادة فالمهمة عظيمة ...!! فلقد ابينا ان نحملها ويالها من رسالة عظيمة سيأتى زمان لابد اننا سنقدر من قبلهم على اننا حملناها ..!! فمهمتنا إزالة الالتباس والعمل بعزم .. ومرحبا بمهنة المتاعب بالرغم من كل المتاعب ..!!
يا دكتورنا الفاضل كلامك جميل وعظيم ..ولكن ..اذا ارادو من تدقق لهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هذا...فانت لخصت الموضوع انها شديدة القسوة مع قلة العائد...من دخلها وهو يحبها كمثل من دخل نفق مظلم لايرى فجرها الاعند اللة فى الاخرة ...انت دائما تبحث عن الحقيقة ...ودائما الحقيقة مؤلمة ومرة...هل من معين ...هل من منقذ للأمة ...للخروج الى النور والطريق الصحيح... اعاننا اللة على ما اخطرناة من طريق ... لانحصد منة سوى المتاعب...و المشكلة انك لاترى غيرة لك لانة الحقيقة...التى لابد منها ؟؟؟؟ ...لقد ايقظتنى من ديمومة التدقيق. مع تحياتى
مال بال الزمان يضن علينا برجال ينبهون الناس ويرفعون الالتباس ويعملون بعزم ولا ينفكون.... ........... كلما قرأت هذه المقولة للعلامة الكواكبى اعتقدت انه كان يقصد المراجعين والمدققين وذلك لأسباب عديدة ............ يا راجل ""الكواكبي""" كان يقصدك انت بالتحديد حتى ذكر اسمك في نهاية الكتاب ..... الله يهديك يا جمال انت وعبد المحسن تبعك
الاخ / AL3ORABY حقيقة لقد ترددت كثيرا فى الرد عليك نظرا لانه من الواضح من طريقتك التهكم والسخرية دون الاشارة الى مضمون وجوهر يمكننا الالتقاء حوله والنقاش من خلاله للوصول الى هدف واضح من ذلك ..!! ولذلك لن ادخل معك فى مهاترات حفاظا على وقت القراء والمتابعين والذين اربأ بهم فى الدخول فى سجالات لافائدة منها ولا عائد ..!! ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول انا زعيم بيت فى ربض الجنة لمن ترك المراء ( الجدال ) وان كان محقا..!! اسال الله لى ولك الهداية وللاخ / د . ممدوح عبد المحسن ( اللى تبعى ..!!) د . جمال شحات
امين يا رب العالمين ... ان يهدينا جميعاً """" حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا """"""
جزاكم اللة خير انتم الاثنين ...مادام العلم والحب يجمعنا فى الله
د جمال أشكرك علي ما خطه قلمك
شكرا د.جمال على المقال الجميل وأهم شيء يجب أن يمتلكه المدقق الداخلي هي أمانته وشجاعته في نصح وتوضيح أخطاء موكله ، كأن يقول له الهيكل التنظيمي للمنظمة سيء ويعج بكثرة المدراء العموميين والتنفيذيين غير الضروريين وغير المؤهلين من أصحاب المؤهلات العلمية المتدنية ويديرون مئات الموظفين ويديرون أنشطة بمئات الملايين.
اخى الفاضل / ironman1 اشكرك على مرورك الكريم واحب ان اضيف اننا فى ادارة المراجعة الداخلية ومن صميم عملنا عمل تقييم للمخاطر التى تكتنف الشركة فى جميع انشطة الشركة واداراتها ومنها ما ذكرته وذلك لانه من الامور التى تعجل بانيهار الشركة اذا غلب على موظفيها ومدرائها قلة الخبرة وقلة الكفاءة ..!! وكذلك اذا كان عدد الموظفين يزيد عن حاجة العمل لما له من اثار سلبية على الاداء ...!! اكرر شكرى وتقبل خالص تحياتى .. د . جمال شحات