حل اقتصادي للزحام المروري

01/01/2012 22
صالح الروضان

كان الساكن بمدينة الرياض وجده وباقي المدن الكبرى يعرف جيدا معنى الزحام المروري في أوقات الذروة صباحا وظهرا إلا انه بالسنوات الأخيرة أصبحت كل الأوقات ذروة وبدأت الشوارع الرئيسة تغص بالسيارات لدرجة انك من الممكن أن تتصفح النت وأنت في الدائري الشرقي كل مغرب حيث تتوقف الحركة لدقائق تكفي أن تكتب رسالة أو تتصفح موقعك المفضل خلالها وفي الغالب شبه يومي ....

والمتأمل بالسيارات يجد أن نسبة كبيرة منها مع عمالة وافدة وسيارات قديمة جدا ونسبة أخرى تجد أن غالبيتها يقودها شخص واحد إما طالب أو مدرس أو موظف أو سائق لتوصيل المدرسات والطلاب إلى المدارس

ولن أتطرق إلى الشاحنات وما تسببه من إرباك لانسيابية الحركة وسيارات الليموزين المتجولة طول أوقات اليوم بحثا عن الركاب .

الحل الاقتصادي يكمن في ظل تقصير شركة النقل العام الوحيدة والمحتكرة للنقل بفتح المجال للقطاع الخاص والسماح له بمنافسة شركة النقل الجماعي لتسيير خطوط وقوافل من الباصات بأحجام مختلفة وإنشاء مجمعات مركزية (محطات) في أماكن متعددة داخل المدينة وعلى الأطراف الخط الدائري وتكون هذه المحطات نقطة انطلاق وعودة من و إلى أهم الأماكن ذات الكثافة العددية فمثلا على الدائري يوضع محطات تجمع لانطلاقة هذه الأساطيل إلى الجامعات والمطار ومجمعات الدوائر الحكومية والشركات الكبرى , فالساكن شرق الرياض ويذهب يوميا إلى الجامعة قرب المطار ماعليه إلا الذهاب إلى اقرب محطة من منزلة والتوجه بالباص إلى الجامعة منها يتم تخفيف عدد السيارات على الطرق الرئيسة وربحية عالية للشركات الجديدة بناء على مبدأ المنافسة.

ولضمان نجاح هذه الطريقة وبعد توفير شبكة نقل عامة تخدم في كل الأماكن والأوقات يتم تنظيم عملية تملك المركبات للعمالة الوافدة باستثناء أصحاب "المهن" من تملك السيارات القديمة فمثلا يتم تحديد موديل سنه لايفل عن 3 سنوات للسيارة وفي المقابل يتم فرض رسم سنوي على مواقف الجامعات والشركات الكبرى لمحاولة تشجيع المشاركة لأكثر من شخص للتوجه إلى الجامعة أو مقرالعمل بسيارة واحده ويستثنى من ذلك السيارة التي بداخلها أكثر من راكب

إن إتاحة الفرصة للقطاع الخاص للدخول بالنقل العام ستخلق جو تنافسي بين هذه الشركات وشركة النقل العام الوحيدة, هذه الشركة سوف تضطر إلى تطوير خدماتها داخل المدن لمنافسة القادمون الجدد وبالنهاية يحصل الغرض للمواطن والمقيم

بالطبع هناك خطط إستراتيجية نسمع بها منذ فترة ونأمل أن ترى النور قريبا من قطارات كهربائية وخلافه لكن الوقت داهمنا وأصبحت القيادة في المدن الرئيسة احد مسببات الضغط لدينا ونطلب بالبدء بصرف أول جرعة من العلاج لحين مداواة المرض من جذوره

مساحة للتفكير !

في أمريكا يمنع دخول بعض الطرق الرئيسة المزدحمة في أوقات الذروة مثل جسر الخليج بالرياض للسيارات التي لا تحمل أكثر من راكب.