فى وسط هذا العالم المتلاطم امواجه ذى العواصف العاتية والرياح الشديدة والازمات المتتالية لابد لكل منا ان يقيم موقفه ويستنير الطريق لتتضح المعالم وتظهر الرؤية وينبلج نور الفجر الذى يأتى بعد الظلام الشديد ..!!
لابد للعاقل الواعى صاحب الرؤية الثاقبة والحكمة البالغة والرأى السديد ان يقيم موقفه بفكر مستنير وتقدير واضح بفضل من الله ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ..!! لان من أوتى الحكمة فقد اوتى خيرا عظيما.!!
لابد من هذا التقييم والتقدير الواعى لعالم يمر بأشد الازمات الاقتصادية
الازمة تلو الازمة والمحنة تتبعها أختها ... كلما جاءت أزمة ادركنا ان ما فاتنا كان هينا ..!!
ولا ندرى هل وصلنا للنهاية أم مجرد تداعيات للازمة العالمية تعصف بالشركات والبنوك والمؤسسات المالية من جراء أزمة الرهن العقارى العالمية استدعت ضخ ملايين بل مليارات الدولارات للخروج منها ولكن هيهات .فقد بدات الازمة تعصف بالدول ايضا ..!!
فما كنا نظنه قمة الازمة خلال عام 2008 يظهر الان على انه امرعادى وسط أزمات عام 2011 وسط تخفيض التصنيف الائتمانى للولايات المتحدة الامريكية سيدة العالم الاقتصادى وتبعتها التخفيضات المتتابعة لدول منطقة اليورو مرورا بأزمة الديون السيادية والتى كادت تعصف بدول الى حافة الافلاس او كادت نتيجة التلاعب للدخول فى منطقة اليورو بل ان اليورو نفسه على المحك .. والازمة تعصف بايطاليا واليونان واسبانيا والبرتغال بل وتدرك حتى الدول القوية فى اليورو مثل فرنسا ..!!
والقوم يتسآلون هل سيعود الى الضفة التى انطلق منها ؟ ام سينفرط عقده ويصبح مجرد ذكرى من الذكريات التى نجترها .؟!!
وهاهم القوم يختلفون ويتشابكون ويهددون ويمنعون وما أصعب المنع بعد العطاء ..!!
واصبحت لغة الارقام لاتكتفى بالمليارات بل التريليونات والقادم اكثر سخونة ... !!
وفى وسط هذا التخبط الاقتصادى والمالى تظهر عوامل الظروف
الجيو سياسية لتعصف بالعديد من الدول وتهز اركانها وما يصاحبها من عدم استقرار اقتصادى واجتماعى وثقافى ..!!
أقول وسط كل هذا لابد للعاقل الواعى من التقييم للظروف والتقدير للامور
ليعرف : أين نحن ..؟!!
لابد من هذا السؤال المكون من كلمتين ولكن الاجابة قد تحتاج الى الى مئات الصفحات بل والمجلدات..!!
سؤال لابد منه لنستشعر بنعمة الله علينا ... وان تعدوا نعمة الله لاتحصوها ..!!
لقد رايت ان هذا السؤال والبحث عن اجابته سيكون هو تحليلى لارقام الموازنة التى اعلنت بدلا من تحليل الارقام الذى لابد ان الكثيرين سيقومون بتحليله والغوص فى اهدافه وبنوده واوجهه لانهم بلاشك اقدر على ذلك منى ..!!
سؤال لابد منه حتى يدرك الجميع ويتقين بأن فضل الله عظيم ونعمته كبيرة
ان وفقنا ويسر لنا الخير وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلا ..!!
تداعت كل هذه الاستفسارات والاسئلة الى ذهنى وانا انظر الى أرقام الموازنة التى اعتمدت بالامس والتى غالبا ما ينظر اليها رجال المال والاقتصاد الى حجمها وتنوعها واوجه الانفاق فيها وهذا أمر طبيعى منهم
فأهل مكة ادرى بشعابها .. وأهل المال وخبراء الاقتصاد ادرى بأوجه الايرادات والمصروفات ..!!
ولكن بالرغم من الخلفية المالية والاقتصادية لدى فقد رأيت وجه غير الوجوه ونظرت الى الامور من منظار وان تعدوا نعمة الله لاتحصوها .. ان الانسان لظلوم كفار .
كان لابد ان نتأمل كل الامور الاقتصادية وننظر لكل الاحداث التى عصفت بنا فى عام 2011 ونأمل الخير لعام جديد 2012 ..!!
كان لابد من تلك التأملات الاقتصادية على اعتاب سنة جديدة ..!!
كان لابد من الشكر لمن قيضهم الله لنا فاداروا الامر بالحكمة والحنكة وقبلهما بتوفيق الله عزو جل وقليل ماهم فى هذا الزمان وفى هذه الاوقات ..!!
فالشكر واجب لهم فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله ... وقليل من عبادى الشكور ..!!
وختاما اتوجه بالدعاء ان يوفق الله عزو جل كل من تولى امرا من امور المسلمين وخفف عنهم واخص بالذكر والدعاء بالتوفيق خادم الحرمين الشريفين ان يوفقه الله لقيادة السفينة بالحكمة الكبيرة والوعى المستنير والعقل الراجح والتقدير الصحيح للامور .
وان يجنب امتنا وشعوبنا شر الازمات والمحن.. انه سبحانه ولى ذلك والقادر عليه .