"التطبيل"

28/12/2011 13
صالح الروضان

هو هالة إعلامية غير رسمية قوية ومؤقتة ومركزة بواسطة أبواق مسموعة أو مقروءة وقد تتطور إلى مشاهدات مرئية حسب الحالة والحاجة سرعان ماتنتهي وتنكشف بمجرد تحقيق الغرض منها والتطبيل يختلف عن التظليل, فالتظليل أطول مدة واقوي تأثيرا وأكثر تقدما وتنظيما وغالبا يستعان به لسياسات أو قرارات طويلة المدى تغطي شريحة أو مجتمع كامل أو رأي عام وهو دائما عكس للحقيقة بينما التطبيل يقوم به مجموعة من الإفراد أو فردا واحدا وبالغالب يكون عكسا لحقيقة أو محاولة إقناع الآخرين بخلاف الواقع حتى يتحقق الغرض منه, ويقع التطبيل في جل نواحي الحياة الاجتماعية والأسرية والسياسة والرياضة والمالية واخطر مراحله إذا استخدم فيه وسائل الإعلام كمطبل ليدخل في حيز التظليل. وسوق الأسهم من أكثر المجالات الخصبة لهذا السلوك

أما سوق الأسهم فيه أشكال عديدة من التطبيل يطول الكلام لو حاولت حصرها , في حدود علمي اعتبره نوع من أنواع التدليس قد يضفي على المكاسب عدم شرعية حمانا الله وإياكم من ذلك احد أشكاله تناقل الإشاعات الكاذبة لخبر وهمي عن سهم معين يعتبر عاملا مساعد للمطبل فهو استطاع بصوت الصدى أن يوصل قريع طبله إلى اكبر شريحة ممكنة وفي الغالب ينجح المطبل "الذكي" وسيستفيد منها إما برفع سعر سهمه للبيع أو تخفيضه لغرض العودة إليه بأسعار اقل قبل أن تعلن الأخبار الحقيقة من عدمها , وانعدام الأخبار أولا بأول يخلق أرضا خصبة للمطبلين كما تزدهر فترة التطبيل وقرع الطبول غالبا في فترات الركود السعرية فيتم قرع الطبول لتحريك وتشجيع وتهييج المتداولين .

ومن أشكال التطبيل التوصيات المخالفة للواقع بقصد إيهام المتداولين بحالة مخالفة لغرض متفق علية مع صاحب الطبل وهو دائما متخفي ودوره يقتصر على عمل اللازم من تدوير وتدليس ليرى المتداولين أمام أعينهم حقيقة أشبه بما تكون بسحر سرعان مايصدق الجميع ماتم التطبيل له فيركبون الموجة وصاحب الطبل يزيد الجرعة حتى يصل إلى الهدف المطلوب يبدأ بخفه وسلاسة الخروج من القفص ويترك الجميع داخله يعانون المصير بأنفسهم بعد أن خرج بأكبر قدر من الأرباح وترك لهم العظم يتحاربون عليه

وقد ضرب لنا السوق خلال الفترة الماضية أروع الأمثلة في عديدا من الأسهم لن اذكرها تحوطا من الدخول بدائرة التطبيل !!

أحاول أن أجد وصفا للتفريق بين التطبيل وعكسه فلم أجد أفضل من "محل الحدث والمستفيد" , ففي الغالب في سوق المال والإعلام إذا كان المطَبًل له شيا واحدا وقارع الطبل هو المستفيد فسيدخل في دائرة التطبيل حتى يثبت العكس وان كان لمجموعة أو جهة اكبر والمطبلون كثيرون ومن كل صوب وحدب فهو خارج دائرة التطبيل حتى يثبت ذلك. وسأترك الخيال للقارئ الكريم لتوسيع دائرة التفكير بالأنواع العديدة للتطبيل. وقانا الله جميعا من شره واهله

اللهم ارزقني الصدق بالقول والعمل