حالة من الذعر تصيب السوق السعودي

14/12/2011 8
بدر البلوي

أعلم جيدا أن الكثير يشعر بالألم لما حدث في أخر تداول اليوم ...ولكن هذا جزء لا يتجزاء من البيئة المضاربية ، فما حدث اليوم تكرر كثيرا وخاصة بين الأعوام من 2003 الي 2006 فهي نتيجة محتمه لتقلبات مضاربية بحته بعيدا عن أساسيات السوق والعوامل المؤثرة بشكل رئيسي.

في أعتقادي الشخصي يعود ما حدث يوم أمس الي بعض النقاط الداخليه (أي داخل السوق السعودي) فالمؤثرات الخارجية هادئه نوعا ما :

• ازدياد حدة وأحجام المضاربات العشوائية.

• ازدياد عدد هواة المضاربية .

• دخول دماء جديده للسوق .

• إعادة ترتيب لبعض المحافظ الإستثمارية نظرا لحجم الأرباح المحقق من الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيره .

• إنتقال السيولة بشكل سريع بين القطاعات .

• الضبابيه تجاه الأخبار العالمية المؤثرة على الشركات المدرجة.

• إرتفاع أهداف المستثمر (فلم يعد تحقيق 15% الي 25 % مغري له) فهو يبحث عن فرص مضاربيه تتوازى مع حجم المخاطر المضاربيه (أي بما يفوق 50%) في وقت قصير .

في الحقيقه العوامل التي تم ذكرها وأكثر هي من يؤثر بالسوق بهذه الالية السريعه ، فهي نتاج من عملية مضاربية بحته لا تعكس واقع الكثير من الأسهم ، وفي المقابل هذه التذبذبات الحادة تخدم عدد لا بأس به من المستثمرين الذين ينتظرون فتح النافذه لهم للدخول في السوق وبناء مراكز إستثمارية (وليس مضاربيه) فهذه التذبذبات تخلق العديد من الفرص الإستثمارية ، فعند ذعرالأسواق يهبط الجميع بشكل سريع وجماعي (سياسة القطيع) مما يؤثر على بعض الشركات الإستثمارية ذات التذبذب الضيق للهبوط دون مستوياتها السريعه العادله بالتالي خلق فرص إستثمارية مغريه .

أما في الجانب الأخر وهم المضاربين وعلى جميع المستويات إبتداء من المضارب كبير الحجم وانتهاء الي أصغر مساهم فربحية الأول تعتمد بشكل مباشر على الأخير ، فإذا ربح الأخير يكون الأول قد خسر وبالتالي تعد فكرته المضاربيه في الشركة (س) فاشلة وحققت له خسائر رأس ماليه لعدم تمكنه من جذب رؤوس الأموال الصغيره وتحقيق هوامش الربحية المطلوبه عند مستويات سعريه مدروسه ومحدده مسبقا ، أما في حال إستطاع الأول إجتذاب صغار المتداولين وبيع الكميات المحدده مسبقا فيكون قد حقق عوائد مجزيه تفوق في كثير من الأحيان المستثمرين طويل الأمد .

في الحقيقه منذ بداية تداول الأسبوع الحالي كانت هناك مؤشرات (فنيه) واضحه لكثير من الأسهم المضاربيه وصلت الي مرحلة التشبع الشرائي (متضخمه) وفي المقابل هناك أسهم كانت مؤشراتها جاذبه وتدعوا للتفائل ولكن بسبب الاضطراب الذي حدث اليوم لم تستطع الأهداف الفنيه المتوقعه ، فالضرر قد عم جميع الأسهم سواء الإيجابية منها أو السلبيه .

ما أود الإشاره له أن ما حدث يوم أمس يعد من الأمور الطبيعيه في ظل وجد سوق مضاربيه بحته ، فلو كانت الحركه منذ البدايه بالأسهم القياده وشركات ذات رؤوس الأموال الكبيره لكن هناك علامة تعجب كبيره لما حدث ، جميع الأسهم القياده لم تكن لها حركة تذكر .....اذا الأمور طبيعيه الي حد ما.

وكما تقول نظرية الأسواق 10% من الرابحين في أسواق المال يقابلهم 90% من الخاسريين.