هل تقسيم شركة الكهرباء سيكون هو الحل؟

14/12/2011 6
محمد العمران

طالعتنا صحيفة ''الوطن'' في الأسبوع الماضي بخبر منسوب إلى الدكتور صالح العواجي رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للكهرباء مفاده أن الشركة تستعد الآن لإكمال إجراءات التحول إلى شركة قابضة قبل نهاية العام المقبل من خلال تحويل أنشطتها في التوليد والنقل والتوزيع إلى شركات مملوكة بالكامل للشركة الأم، وهو في الحقيقة خبر طال انتظاره كثيراً وتوقعناه منذ فترة طويلة قياساً على تصريحات المسؤولين في السنوات الأخيرة.

في حال اكتمال إجراءات التحول هذه، فأعتقد أن نشاط توليد الطاقة سيكون هو النشاط الوحيد الذي سيكون مجديا اقتصاديا وسيكون جاذباً للمستثمرين مستقبلاً (مشروع أكوا باور على سبيل المثال لا الحصر)، بينما ستواجه نشاطات النقل والتوزيع مصاعب كبيرة في إبراز نفسها على أنها نشاطات مربحة وجاذبة للاستثمار. إلا أن المهم هنا أن هذا التحول التنظيمي الكبير لن يحل من المشكلات الجوهرية والمزمنة التي عانت ولا تزال تعانيها الشركة السعودية للكهرباء منذ أكثر من 50 عاما أو أكثر (منذ كانت تتكون من شركات على مستوى المدن ثم شركات على مستوى المناطق).

أعني بذلك تحديداً العلاقة غير الواضحة بين الحكومة من طرف ومساهميها الأفراد من طرف آخر من حيث الإدارة والكيفية التي يتم بها اتخاذ القرارات وحصص التوزيعات النقدية للأرباح وتقديم الدعم المالي، حيث ترى الحكومة نفسها أنها تتنازل عن حصتها من الأرباح النقدية الموزعة وتقدم القروض دون مقابل، بينما في المقابل يرى المساهمون الأفراد أن خلط القرارات الوطنية بالقرارات التجارية هو ما كبد الشركة منذ تأسيسها وحتى اليوم تكاليف أكبر بكثير مما قدمته الحكومة للشركة من تنازلات ومساعدات، وبالتالي فإن تقسيم الشركة إلى النشاطات الثلاثة لن يحل من المشكلة الأساسية وسيبقى كل طرف يعتقد أنه متجمل على الطرف الآخر حتى إشعار آخر.

أما الحل المثالي لهذه المشكلة (سبق لي أن قدمته إلى بعض مسؤولي الشركة قبل عدة سنوات) ففي رأيي الشخصي يكمن في تقسيم الشركة إلى شركتين: الأولى شركة مملوكة 100 في المائة من الحكومة تمثل نحو 81 في المائة من أصول وخصوم ومشاريع الشركة القائمة (على أساس أن الحكومة تملك 81 في المائة من الشركة القائمة) ويتم اتخاذ القرار فيها على أسس وطنية بحتة، والأخرى شركة مملوكة 100 في المائة من المساهمين الأفراد تمثل 19 في المائة من أصول وخصوم ومشاريع الشركة القائمة (على أساس أنهم يملكون 19 في المائة من الشركة القائمة) ويتم اتخاذ القرار فيها على أسس تجارية بحتة، كما هو الحال الآن مع شركة مرافق وشركة أكوا باور وغيرهما من شركات الطاقة العاملة في المملكة، والله أعلم.